ربما لم يصدق رئيس الجمهورية يوما في عباراته الكثيرة كصدقه في نبوءته عندما ابلغنا اننا نتجه الى جهنم. الحق على الشعب، ربما لم يصدق نوستراداموس العصر. الحق كل الحق على الشعب لأنه اختار ممثليه البرلمانيين بحفنة دولارات او شاحنة زفت اسود كقلوب واهبيه، او لقاء توظيف في ملاك دولة اضحى متخما يطالب صندوق النقد الدولي بتخفيض عدده الى النصف.
في اول حزيران اعلنت نقابة مستوردي الادوية انها ستتوقف عن الاستيراد لسببين الاول امتناع مصرف لبنان عن تغطية الفاتورة الاستشفائية للشركات الاجنبية والبالغة قيمتها 600 مليون دولار، والثاني امتناع مصرف لبنان عن اعطاء الموافقات لاستيراد الادوية.
السوق ابتلع المخزون وكذلك فعل المهربون والمحتكرون، فباتت الصيدليات بحكم المقفلة وكل دواء تسأل عنه غير متوفر. نعم لبنان يعيش بلا دواء، وعلى المرضى ألا يسمعون اصواتهم كما قال يوما وزير الاقتصاد راوول نعمة.
هل من مشهد اصعب من رؤية من تحب يتألم يوميا ولا مسكن لوجعه؟ هل من فكرة أصعب، من ان تستيقظ كل يوم على فكرة وداع من تحب؟ هل من لحظة اشد الما وانت تغادر منزلك الى مكان عملك وقلبك مع مريضك الذي قد لا تراه عندما تعود؟
في الحرب العالمية الاولى تحالف الجراد مع ابراهيم باشا السفاح على تصفية سكان جبل لبنان، اليوم يتحالف اركان المافيا والميليشيا على التخلص من غالبية الشعب اللبناني، لسبب بسيط لم تعد حيلهم تنطلي على الشعب وجشعهم للتمسك بالسلطة اكبر من رحيلهم ولو على جثث الشعب اللبناني، وبالتالي ثمن التخلص من الشعب اللبناني والاستمرار بالسلطة ولو قتلا، اسهل من الانصياع لارادة الشعب والرحيل.