توقف كثيرون امام الدعوة التي اطلقتها القوات اللبنانية لاعتصام في مدينة زحلة، والاراء كلها توقعت حشدا شعبيا في منطقة اعتادت القوات على تسميتها قلعتهم، لكن حسابات الحقل اختلفت عن حساب البيدر.
الحضور هزيل جدا، معظم المشاركين عناصر من القوات في لباسهم الزيتي وكأن الحرب على الابواب، حضور بعض الشخصيات المستقلة لزوم ما لا يلزم، حتى في حضورهم لم يكتمل المشهد، وكلمات نائبي القوات لم تقدم اي جديد كان يمكنهما بكل بساطة الدعوة الى مؤتمر صحافي قبل اغلاق الطرقات في عراضات ميليشياوية.مصدر مطلع على واقع زحلة اكد ان الحضور القواتي اقتصر على لجان الاحياء في القوات اما بعض الوجوه المستقلة فلبت النداء دعما لرئيس شركة كهرباء زحلة المهندس اسعد نكد ولا علاقة لها بالقوات لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي حجم الحضور شكل صفعة لقيادة البقاع الاوسط في القوات التي اعتقدت لوهلة انها تحرك الشارع الزحلي بعد ثورة 17 تشرين.
استغلال مسألة الكهرباء للدعوة الى الاعتصام لم يفعل فعله لا بل اظهر هزالة وهشاشة الحضور الحزبي في المدينة، واعتبار القوات زحلة قواتية الهوى يعيدنا الى زمن اعتبر فيه التيار الوطني الحر زحلة عونية قبل ان تطحنه نتائج انتخابات العام 2009،زحلة لبنانية الهوى، سيادية، ثورية، لا يمثل زحلة سوى اكثريتها الصامتة التي تقلب موازين القوى عند كل استحقاق، ومتى نتكلم عن رأي عام يحاسب من انتخبهم نتكلم حصرا عن زحلة.
زحلة اليوم لا تكترث بتحريك الاحزاب لشوارعهم لاستنهاض شعبيتهم المتهالكة، ولا تكترث ايضا للحالة السكافية او العونية او القواتية، زحلة تترقب وتنتظر مشروعا كاملا متكاملا لتصوت له، فكما انتقمت من ثورة الارز والتحالف الرباعي بالتصويت للتيار الوطني الحر، انتقمت من التيار بسبب تفاهم مار مخايل وصوتت لثورة الارز، وهي اليوم تنتقم من الاحزاب التي لم تقدم للمدينة شيء وستصوت لمشروع التغيير الآتي حتما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

مروان التنوري