فقدت قلة من الشعب اللبناني ترفها، في حين فقدت الاغلبية لقمة عيشها،
بين مَشاهد طرابلس، ومشاهد المنتجعات البحرية تتظهر الصورة كاملة. رئيس حكومة تصريف الاعمال ان كان احد يتذكر اسمه يطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدات للشعب اللبناني للبقاء على قيد الحياة، فيأتيه الرد القاسي من السفيرة الفرنسية التي قالت بوضوح نقوم بواجبنا ولكن انتم ماذا فعلتم؟ قبل ان ينقطع البث المباشر.
وقاحة حسان دياب سبقتها وقاحة فاجرة من امين عام حزب الله في اطلالته الاخيرة حين اعتبر الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الداخليين والخارجيين شركاء في تطويع لبنان ومحاصرته وتجويعه متناسيا ما صدر بعد لقاء لودريان وبلينكن في 25 حزيران في باريس، حين قال الوزير الفرنسي: “قررنا إدارة الأزمة في لبنان بتنسيق مع الولايات المتحدة وممارسة المزيد من الضغط على الحكّام اللبنانيين”.
تناسى ان خطف لبنان الحضاري واسره في محور ابليسي لا تأتي منه الا الافعال الشيطانية والازمات والكوارث والحروب والجوع. دول العالم بغالبيتها صديقة للولايات المتحدة الاميركية ففي اي دولة تقف الناس طوابير على البنزين، وتبحث يائسة عن دواء غير متوفر، ومواد غذائية؟ طوابير الذل وقهر الناس اختصاص ولاية الفقيه ومن يتبعها في بعض الشتات في صحراء النفس القاحلة.
كيف يطلب من الأمم المتحدة ان تساعدنا إن لم يساعدنا هو بالتخلي عن مشروعه أو يحاول حتى؟ كل ما تطلبه الامم المتحدة اصلاحات تنفذها حكومة، لتأتي المساعدات ولا تُهدر في مزاريب الفساد التي يديرها حزب الله، فكيف يوافق الحزب على اصلاحات من بديهياتها وقف التهريب واستيراد الصواريخ وتخزين نيترات الامونيوم؟
وصل نصر الله في اتهامه واشنطن بمنع المصارف اللبنانية من استعادة أموالها الخارجية، متناسيا ان سياسته اشعلت الخليج العربي في حروب وصراعات هو المسؤول عنها من خلال طموحه بإنقلاب انظمة وشتم ملوك، ولتلك الدول صداقات في العالم وهي قادرة على فعل فعلها دون اطلاق رصاصة واحدة، يظن نصرالله نفسه راشدا لكنه لم يتعلم بعد التوازنات الدولية ومستبعد ان عواصم القرار لا بل متهم بالارهاب في تلك العواصم.

واذا كانت مواقف دياب تعني سياسياً أن الحكومة تبنت رسمياً ما قاله نصر الله، فمن الطبيعي ان زيارة سفيرتي فرنسا والولايات المتحدة الى المملكة العربية السعودية لن تأتي بثمارها المرجوة، وسيبقى حزب الله تلك الميليشيا المسلحة التي تقتل في الخليج وسوريا والعراق وتتحصن خلف الشعب اللبناني الذي اخذته رهينة مشروعها، الزمن ليس زمن تسويات ولا ومن التنقيب عن الحلول، طبول الحرب تقرع وعلى الشعب اللبناني دفع الفاتورة من لحمه الحي
وليكتمل مشهد الاستخفاف بلبنان وازمته كان لافتاً استغلال اسرائيل للمجاعة اللبنانية عبر وزير دفاعها بني غانتس حين اعرب عن استعداد الكيان لتقديم مساعدات عبر الأمم المتحدة ونحن على يقين ان الامر مستحيل وكل ما يطلبه محاولة تلميع صورة دولته.
لبنان اليوم كمتسول يقف على قارعة الطريق وينتظر عابري السبيل ليرموا له قطعا نقدية وسياسة التعمية لم تعد تنفع عن العجز المهيمن على البلد. لكن المشكلة في رجل يفترض أنه مسؤول، ويتهرب من المسؤولية ويستغيث، طالبا المساعدة ممن يمقتهم ويذلهم ويقتلهم ويسعى لتغيير انظمتهم.