لا اعلم ان كانت رسالتي الى الشعب اللبناني ام الى اركان المنظومة، فأي مسؤول سيخصص بعضاً من وقته للاطلاع على رأي مواطن ولو كان يمثل وجهة نظر السواد الاعظم من اللبنانيين.
المسؤول منهمك بين مآدب الطعام من هنا وقيلولات من هناك. واي مسؤول سيتقبل حقيقة أنه “ال والمسبب الرئيسي لأنين الشعب وآلامه؟” صحوة الضمير ثمنها باهظ، وسبق ان كلّفت ياسمين المصري ضرباً واعتداء، يوم واجهت جبران باسيل بكونه “مقزّزاً”. انها الحقيقة التي يخاف ان يواجهها هو وامثاله والمحاولات المستمرة للانكار وللتبرير لم تعد تجدي نفعا، الهروب من الحقيقة اسهل واسرع و”أريح بال”.
ما شهدناه في 17 تشرين والمحاولات المستمرة للقمع واطلاق النار على الثوار في جل الديب ومحيط مجلس النواب ومستديرة كفررمان لإسكات أصوات مئات الاف اللبنانيين لم تتوقف، تارة تتم تحت عباءة الاستداعاءات القضائية والامنية وطورًا تحت التهديد والوعيد، الا ان كرامة المسؤول اللبناني “المزيّفة” او ضميره “المطمور” تحت تاسع ارض يسمحان له بارتكاب الموبقات، لا بل افظع الجرائم فقط لكي يستمر في الحكم ويستمر مسار تدفق الملايين الى حساباته.
أي مسؤول سيعنيه ما أكتبه، وسيّارته “مفوّلة” بنزين، وقططه تأكل اللحوم والدجاج وهو يتناول الـ saumon، وطبيبه الخاص لم يهاجر بل متفرّغ له بالكامل لأن راتبه لا يزال بالدولار، والبستاني لديه يزرع الورود حتى يتعطر بروائحها بدلا ً من جبل النفايات البعيد عنه بضعة كيلومترات، وشركات صيانة الحدائق تقلم الاشجار المحيطة بمقرّه وتهندسها بأشكال جغرافية دقيقة حتى يشعر بانتظام الامور في محيطه، المسؤول اللبناني لا يرى لبنان الا وفق الصورة التي ينقلها له طاقمه الاستشاري والاعلامي المتخصص بالمقالات المدفوعة سلفا كبطاقات “تشريج” الخلوي، كم من مسؤول لبناني لا يعرف ثمن ربطة الخبز؟
وكم من مسؤول لبناني يتغنى ويعيش على وهم عودة الطائرات محملة بالمغتربين، والكهرباء 24/24، وانتهاء كورونا بفضل انجاز وزارة الصحة، والعصافير تزقزق… وهل من صورة افضل للبنان الحلم؟
رسالتي لن اوجهها الى المسؤول غير المسؤول بانجازاته الوهمية او المنشغل بسياحته العائلية في فرنسا والمانيا وايطاليا مروراً بسويسرا للاطمئنان إلى ودائعه الثمينة. رسالتي ستُسد امامها الآذان كما سدت امام مئات لا بل آلاف وملايين المقالات التي كتبت بحق حاكم ظالم. تعب الشعب، وسَئم التجار، وتعب المعلمون والمعلمات، واستنزف الأهل، وعانى السائقون وعجز الاطباء والممرضون والصيادلة…
ايها اللبنانيون رسالتي سأوجهها لكم ….نعم، اوجهها لمن وقع عليه المر وينتظر الاكثر مرارة في صندوق مفاجآت حكامه.
ك. ك.