ما اروع الانتصار، وما اجمل الاحساس ان نجم المنظومة الحاكمة الى افول، والمرحلة المقبلة مشرقة ساطعة لا مكان لليأس والاحباط، العيون كلها شاخصة الى لبنان الجديد، لبنان الشباب والمستقبل لبنان الكرامة والاستقرار والامن والسلام والنمو الاقتصادي بأرقام مرتفعة صادمة، الحلم يقترب وعودة لبنان سويسرا الشرق مسألة وقت.
نتائج انتخابات المهندسين بالامس انتصار على كل الصعد، المهندس المسيحي اكد وبالدليل القاطع انه انتقل من دعم الثنائي العوني القواتي الى ضفة الثورة بأكثرية مطلقة، المناخ في المجتمع المسيحي مناخ تغييري بوجه الاحزاب وهو ما يفسر حجم الحملة المضادة التي تنظمها القوات اللبنانية بوجه الثورة بعد ان حددت الاخيرة شروطها لانضمام القوات اليها.
التيار الوطني الحر يصبو اليوم الى اعادة لملمة ما تبقى من ايام للعهد وتحضير الخطاب الطائفي تمهيدا لاستنهاض الهمم قبل الانتخابات النيابية، ومسألة رفع منسوب الخطاب الطائفي وايلاء مسألة الحقوق المسيحية الاولية هي الطلقة الاخيرة للتيار الوطني الحر بوجه الوجوه التغييرية بعد ان باتت معظمها تدور في فلك الثورة بشكل او بآخر.
تيار المستقبل تملص من مسؤولية رئاسة الحكومة، ظنا ان الاكتفاء بمشاهدة الانهيار يرفع عنه المسؤولية، متناسيا ان تنازلات الحريري المتكررة في الشق السيادي هي احدى الاسباب التي اوصلت لبنان الى الحضيض.
الثنائي الشيعي غير مهتم بإسم رئيس الحكومة المقبل، ولا يهمه شكل الحكومة ومشروعها، تركيزه على نقطتين رئيسيتين الاولى، الا يترأس الحكومة شخصية مقربة من اميركا تماما كشخصية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. والثانية اطلاق العنان لماكينته الانتخابية داخل البيئات المسيحية، السنية والدرزية لارفاد التيار الوطني الحر والمعارضة السنية والدرزية بالاصوات الكفيلة لابقاء الاكثرية النيابية الى جانبه.
اثبتت كل الاحداث ان حزب الله قادر على حكم لبنان والسيطرة عليه، لكنه ايضا عاجز عن تأمين مستوى حياة لائق للسكان، فالمواطن اللبناني لا يرضى العيش الا ضمن مستوى اجتماعي واقتصادي محدد والاقتصاد والاعلام الحربيين اعجز من توفير مستوى عيش لائق.
الاستمرار بالتعنت والانكار والتمسك اكثر واكثر بالسلطة هو كل ما يمكن لحزب الله ان يفعله. تعويله على التيار الوطني الحر في ارفاده بعدد لا يستهان به من النواب المسيحيين هو وهم تماما كما يقول المثل “يا طالب الدبس من طيز النمس”، محور الممانعة نجح في الحفاظ على قوته العسكرية حتى الان لكنه انهار كليا سياسيا واجتماعيا وسياسيا.