بدأت قصة Sikorsky في 20 تشرين الأول 2008 ، عندما رعى وزير الداخليّة زياد بارود، إطلاق منظّمة غير حكوميّةFeu Vert لتمويل شراء طائرات هليكوبتر لإخماد الحرائق خصوصا في الاحراج الوعرة والتي لا طرقات في داخلها لعبور سيارات الاطفاء.
تمكنتFeu vert من جمع 15 مليون دولار حيث تم وضع المواصفات بالتعاون مع القوات الجويّة للجيش والمكتب الدوليVeritas واطلقت دعوة لتقديم عطاءات استقطبت 21 شركة عالميّة متخصّصة في هذا المجال.
في 24 أيار 2009 وقّع رئيس شركةFeu Vert عقد شراء ثلاث طائرات هليكوبتر أمريكيّة من طراز Sikorsky مع شركةGroup Passport Trading بمبلغ 13.875 مليون دولار. تمّ استخدام ما تبقّى من الميزانيّة التي وصلت إلى 16 مليون دولار، لتمويل الصيانة والعمليات لمدة ثلاث سنوات.
في 20 حزيران 2009، قبل مجلس الوزراء هبة Feu Vert نيابةً عن وزارة الدفاع وقيادة الجيش، وفي تموز 2009 تمّ تسليم المروحيات إلى لبنان بعد تأمين ساعات من التدريب لاثني عشر طيارًا في الجيش.
قبل أيام من اندلاع ثورة 17 تشرين وعلى اثر اندلاع الحرائق في السلسلة الشرقية وعدم تمكن الطائرات من التدخل في عمليات اخماد الحرائق التي ظن البعض انها ربما تكون مفتعلة، أمر رئيس الجمهوريّة ميشال عون بفتح تحقيق في قضيّة ثلاث مروحيات Sikorsky S 61، لكننا حتى الساعة لا نعلم نتائج تلك التحقيقات، بالأمس، اندلع حريق كبير في غابات الصنوبر في القطلبة بعكار، وامتدّ إلى غابة المرغان في بلدة القبيات، ووصلت النيران إلى المنازل. ناشد الأهالي الدفاع المدني والجيش اللبناني لإرسال طوّافة للمساعدة على محاصرة النيران وإخمادها إلى حين وصول سيّارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني فيما طلب لبنان رسميًّا المساعدة من قبرص.
الكلفة الحقيقيّة لإعادة تشجير المناطق التي خسرت ثروتها الحرجية لا تقارن مع كلفة صيانة مروحيات Sikorsky S 61. لماذا تغيب الدولة دائما عندما يحتاجها المواطن؟ ارزاق الناس اُزهقت بيد مُخرّب، مواسم إحترقت، قفران نحل قُتلت ومحاصيل تُلفت. يومًا بعد يوم نتأكّد من فشل السلطة والمسؤولين، حرائق القبيات نتيجة إهمال الدولة رغم ابلاغ الاهالي ومناشدتهم تأمين مآمير احراش يحرسون ثرواتهم الطبيعيّة وغاباتهم … من هنا نكرر القول الاشهر في لبنان “دولتي فعلت ذلك”.