في تغريدة للوزير السابق وئام وهاب اشار من خلالها الى انهيار رئيس مجلس الإدارة والمدير العام في مرفأ بيروت حسن قريطم داخل السجن واكد ان الاخير ابدى استعداده لتغيير إفادته، حيث تدخل البعض لتزوير إفادته مؤكدا ان من يلعب بالسلم الأهلي سيدفع الثمن. المطلوب التعقل. وسنقول قريباً من تدخل معه للتزوير.

في التفاصيل صودف وجود وهاب في قصر العدل حيث تداولت اوساط قضائية ان قريطم غيّر افادته، بعد ان طلب قبل فترة مقابلة القاضي بيطار من دون محاميه ليبلغه انه لم يدقق في النيترات التي وصلت الى مرفأ بيروت ويعدّل في افادته.لا يمكن اغفال الحدث عن انتشار خبر زيارة مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في « حزب الله » وفيق صفا قصر العدل واجتماعه برئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وما سرب عن صفا من تهديده للقاضي بيطار قائلا: « واصلي معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني واذا ما مشي الحال رح نقبعك ». فرد بدوره البيطار: « فداه، بمون كيف ما كانت التطييرة منو ».

من جهته نفى مسرب الخبر الصحافي أدمون ساسين ما نشرته صحيفة الأخبار عن تواصل او اتصال تلقاه يتعلق برسالة التهديد، واعلن استعداده « الذهاب الى القضاء لاثبات الكلام ». و ختم مغرداً « للتوضيح والتفصيل أكثر لم يتصل بي لا مسؤول قضائي ولا وزاري ولا أمني معني بالقضية. وعلى عكس ما تداوله البعض، وتحقيق النيابة العامة فتح حول الموضوع ولم يتم الاتصال بي لا قضائيا ولا أمنيا للافادة بهذا الموضوع ».

قد تكون المرة الاولى في لبنان التي يهدد فيها مسؤول « طخين » المستوى لان عادة افعال حزب الله كانت تسبق لسان قيادييه لذا بعض الاسئلة مشروعة: هل من رسالة مبطنة لتلك التهديدات عبر الاعلام؟ وما سبب الزيارة الى العدلية؟ وألا تعتبر الزيارة خصوصا ان حزب الله متهم بتفجير المرفأ حتى تثبت براءته، تدخلا سياسيا في القضاء؟

لا يمكن اغفال تهديد قاضي تحقيق عن سياق حزب الله الجرمي في الداخل، المحكمة الدولية توصلت الى خاتمة ان احد امنييه من اقدم على اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، وكل الاصابع تشير الى ان حزب الله من اغتال قادة 14 آذار، والصور ومشاهد غزوة بيروت في 7 ايار ماثلة امام اعيننا اضافة طبعا الى حرق تلفزيون المستقبل في سبيرز.

ميليشيا لديها كل تلك السوابق الامنية لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما توصل قاضي التحقيق الى ارتباط حزب الله بشحنة الامونيوم والتفجير في مرفأ بيروت، خصوصا اذا تمنعت اجهزة الارسال عند القاضي البيطار من تلقي ذبذبات حزب الله وعمل ذهنه على فك شيفراتها. واللافت ان حزب الله حتى الساعة لم يصدر اي نفي للتهديد كما لم ينف وفيق صفا تهديده للقاضي ما يؤكد ان حزب الله ارسل رسالة علنية من خلال صفا.

كما لا يمكن الا ربط حادثة التهديد بإطلالات حسن نصرالله الاخيرة والتي عبر من خلالها عن اعتراضه على آلية التحقيق التي يتبعها القاضي البيطار مستعملا العبارات « التحقيق مسيس » والقاضي « يشتغل سياسة »، وكأنه يعطي مهلة للقاضي للتراجع عن قراره!

ومتى رفض القاضي كان لا بد من رسالة مدوية للقاضي اولا وللشعب اللبناني ثانيا مفادها « نحن نفعل ما نريد وما نشاء ولا من حسيب او رقيب ومن يجرؤ على اتهامنا …. ». وهنا ايضا لا بد من اسئلة: هل حزب الله من منع حسان دياب من زيارة المرفأ؟ وما علاقة حزب الله باغتيال العقيد في الجمارك جوزف سكاف، والمصور جو بجاني، والعقيد في مكافحة التهريب في الجمارك منير ابو رجيلي والمعارض والمناضل لقمان سليم؟ هذا في الاشهر القليلة الماضية مع عدة احداث واغتيالات وارتباطات قد لا تنتهي بتصفية كادرات الحزب الشيوعي في ثمانينات القرن الماضي في الجنوب وبيروت والبقاع.

القاضي طارق البيطار يسجل اسمه في السجل الذهبي وباحرف ماسية، قبل ان تتحرك مطرقته القضائية ازعجهم، فهددوه علنا وبشخص مسؤول التواصل لديهم، نعم هكذا يتواصل حزب الله انسانيا، نعلم حجم الضغوط التي تمارس عليه، ونحن على يقين أن اكتافه « عراض »، وبشجاعته الغير مألوفة لبنانيا سيصل الملف الى خواتيمه، سينام الضحايا في قبورهم بسلام، وسيعود الاستقرار الى ذويهم، وسيعلم القاتل الازلي ان لكل مغتصب نهاية.

كارن واكيم