بعد ١٠ ايام على استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وصل الموفد الفرنسي بيار دوكان إلى بيروت للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في برنامج الإصلاحات الذي تعدّه الحكومة.

تحديد الاصلاحات المدخل الاساسي قبل الذهاب إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ويبقى المطلب الأساس في المبادرة الفرنسية إصلاح قطاع الكهرباء، وهو بندٌ أول على جدول زيارة الموفد الفرنسي.

كما يحمل دوكان في جعبته امرين مهمين واساسيين قد لا يوافق عليهما حزب الله، الامر الاول تكليف شركة فرنسية بإعادة اعمار وادارة مرفأ بيروت على ان تنال الدولة اللبنانية جزء من الارباح، والموضوع الثاني ضبط الحدود البرية ومنع التهريب من والى سوريا.

في حال اتفق على الامرين الاخيرين وهو امر مستبعد يصبح حزب الله محاصرا جغرافيا وتمنع عنه الامدادات العسكرية ويحرم تجاره في الضاحية من ادخال بضائع معفية من الجمارك، الخطة الفرنسية استكمال للعزلة الدولية المفروضة على لبنان، وقد يعتبر التعاون والتنسيق بين الايراني والفرنسي شطلي فقط هدفه ايصال نجيب ميقاتي لاستكمال الخطة.

زيارة دوكان تتزامن مع زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى المملكة العربية السعودية، حيث حاول اقناع الجانب السعودي بضرورة ايلاء الشأن اللبناني بعض الاهتمام ووشدد على اهمية عودة تدفق المساعدات المالية الى لبنان في صلب محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. لكن الامور لن تتبدل في المملكلة لانها عقدت النية على عدم مساعدة لبنان الذي اصبح في الاحضان الايرانية.

كل المؤشرات تدل ان الامور الظرف الدولي لم يتبدل، والنظرة الدولية لدور لبنان لم تتغير، اما ان يكون لبنان جزء من المنظومة الدولية ويتلقى كل المساعدة التي يريدها، واما يبقى خارجها وتستمر المعاناة حتى فعلا ينتفض الشعب بوجه حكامه لا قولا.