انها احزاب المنظومة، احزاب المواقف المتضاربة وفق ما تقتضيه الظروف والمصالح الحزبية الضيقة لا الوطنية او المصالح العامة. انها الاحزاب التي تصرح بالشيء وتفعل نقيضه، الاحزاب التي تجعل دائما مصالحها فوق كل اعتبار.

حزب الله

من داخل مجلس النواب استطاع النائب حسن فضل الله سرْد عشرات الصفحات لِملفات الفساد الموجودة في حوزتِه. والتي اعتبرها ثمرة جهود مُستمرة في حرب أطلَقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قبلَ عامين. غير ان منذ بداية ثورة ١٧ تشرين التي ارادت ان تطيح بالمنظومة والفساد الممنهج هاجم في كل اطلالة نصرالله الثورة والقوى المعارضة واتهمها بالتمويل من السفارات وصولا الى العمالة.

 حركة أمل

في ٨ – ٨ -٢٠١٨ قال نبيه بري ان “كل ضعيف عليه ان يلجأ الى القضاء”، وكأنه يؤكد ان القوي يمكنه ان يأخذ حقه بيده ولا يحتاج الى القضاء، معرض تصريح بري اتى اثر الادعاء على الوزيرين غازي زعيتر وعلي حسن خليل المقربين منه في قضية انفجار مرفأ بيروت، رئيس مجلس النواب اللبناني وبعدما اشار المحقق العدلي الي معاونيه اطلق موقفه الذي لا يليق لا به ولا برئيس مجلس نواب فقط لحماية “جماعته”.

التيار الوطني الحر

في عهد ميشال سليمان، اعتبر العماد ميشال عون رئيس تكتل الاصلاح والتغيير بان رئيس الجمهورية “لا يحق له ان يطالب بحصة وزارية”. غير نظريته تبدلت بعد ان اصبح هو نفسه رئيسا وبات يطالب بحصة لا تقل عن ثلث معطل.

القوات اللبنانية

خصومة القوات اللبنانية لحزب الله واضحة وليست مستجدة، لكنها لم تتردد في التصويت لمرشح حزب الله للوصول الى رئاسة الجمهورية في اطار اتفاق عرف بإتفاق معراب، وتجدر الاشارة الى ان هذا الاتفاق لم يصمد سوى بضعة اشهر علما ان القيمون عليه ادعوا ان صفحة الخلافات بينهما طويت الى غير رجعة في حين لم نعلم من كان المخطىء منهما في حرب التحرير والالغاء التي افضت الى خسارة المسيحيين صلاحيات رئاسة الجمهورية.

استمرت القوات رغم انهيار الاتفاق في السلطة ولم تستقل من حكومة الحريري الا بعد تأكدها ان الحريري عازم على تقديم استقالة حكومته، لكنها اطلقت الاتهامات يمينا ويسارا جزافا عن المعارضة “الهبالة” وغيرها من التوصيفات وهي تطالب اليوم مجموعات الثورة بالاعتراف بها ركنا تغييريا في حين رفضت تقديم استقالة نوابها من المجلس الا ربطا بإستقالة كتلتي المستقبل والاشتراكي.

التقدمي الاشتراكي

اشتهر جنبلاط مواقفه النارية من سلاح حزب الله وتعتبر جنبلاط المحرض على انطلاق غزوة ٧ أيار، لكن بعد اتفاق الدوحة تموضع جنبلاط في الحياد من مسألة السلاح وتقرب اكثر من رئيس حركة امل نبيه بري وبالتالي اصبح حليف الحليف بالنسبة للحزب.

تحالف الاشتراكي مع المستقبل حتى قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحافظ على تحالفه في كل الظروف وصولا الى الانتخابات الرئاسية حيث ظهرت الاختلافات في وجهات النظر والامر نفسه ينعكس على تقاربه مع القوات اللبنانية.

تيار المستقبل

المستقبل اتهم سليمان فرنجية وزير داخلية عند استشهاد رفيق الحريري بادخال آليات على مسرح الجريمة لإخفاء الادلة وطمس معالم الجريمة. وخاض فرنجية كل الانتخابات بوجه المستقبل في الشمال، لكن سعد الحريري رشح سليمان فرنجية  عام ٢٠١٦ من قبل كتلة تيار المستقبل الى رئاسة الجمهورية.

بين المستقبل والوطني الحر عداء واتهامات حتى قبل عودة ميشال عون من منفاه، لكن الحريري وبعد التسوية الرئاسية طالب من مناصريه اعطاء صوتهم التفضيلي لصديقه جبران في دائرة الشمال الثالثة.

هذه مواقف قليلة عن تقلبات كثيرة اتت نتائجها كارثية على الصعيدين الاقتصادي والانساني، تقلبات في رمزيتها تشير الى عطش اركان المنظومة في الامساك بالسلطة اكثر واكثر ولو ادت افعالهم الى تشويه مصداقيتهم، لكن في الواقع لا الشعب كان حاضرا للمحاسبة والمساءلة ولا اركان المنظومة كان يخدش حياؤهم.