مشهد الطيّونة ذكرنا بالحرب الاهلية أو انفجار ٤ آب، حيث الخراب والزجاج المتناثر. السكان والاهالي يزيلون الزجاج والغبار لاعادة الحياة لمنطقتهم، تختلف وجهة نظر السكان البعض يعتبر الاشكال مفتعلا، في حين يعتبر البعض الاخر ان ردة الفعل على تحطيم الممتلكات الخاصة كانت السبب في اطلاق الرصاصة الاولى.
شهود عيان تؤكد ان الحشود اطلقت هتافات، شعارات، وشتائم، بعدها بدأت الحصود تهتف شيعة شيعة واخذت تحطم زجاج السيارات المتواجدة في الشوارع، وبعد ان حاول شبان المحلة التصدي لهم ومنعهم من استكمال مسلسل التحطيم ونتيجة التفوق العددي انسحبوا الى داخل منازلهم واطلقوا العنان لرشاشاتهم عشوائيا، اصيب من اصيب وقتل من قتل، انسحب المعتدون ليعودوا برشاشاتهم وينطلق النهار الطويل.
مرت مشاهد وصور في اليوم الطويل ينفطر لها القلب، كم هو مؤلم ومحزن مشهد الام التي تنتظر طفلتها امام المدرسة وتخسر حياتها بسبب تهور مجموعة مسلحة تدافع عن املاكها او بسبب افتعال اشكالات لتهريب وزير متهم بقتل 220 شخصًا من المثول امام المحقق العدلي. كل هذا من اجل من؟ دم الام برقبة من؟ الا يكفي البكاء المستدام على الاهل والاحباء؟
المنظومة لا تريد دولة بل دويلات، في كل فرصة تشد عصبها الطائفي التي يحييها على امجاده لتلعب فرصة اخرى.
لا نريد الحرب بل بناء لبنان جديد، دولة قوية، عصرية، متطورة، دولة القانون والحقوق والمحاسبة بمؤسسات متينة لغدٍ أفضل ومزدهر حيث الحدود مضبوطة، السيادة محصنة بالعدالة والمساواة، بالحرية والاستقلال.