يناصر لبنانيون قائد القوات اللبنانية سمير جعجع لانه يحمل بيرق استعادة السيادة على كامل الاراضي اللبناني ويحمل لواء العبور الى الدولة وتحديث الجمهورية، فيما يعير امين عام حزب الله حسن نصرالله انه يحمل مشروعا مناهضا لمشروعه.

من جهته يحمل نصرالله مشروع حماية لبنان من العدو الاسرائيلي وصون الحدود اللبنانية من اطماع العدو الصهيوني ويعتبر كل من يحمل مشروعا مناهضا لمشروعه يخدم العدو الاسرائيلي ولا يتردد بإعتبارهم صهاينة الداخل.

طرفي نقيض يختلفان على نظرتهما للبنان ويخونان بعضهما البعض، ولا يتفقان على شيء في المبدأ الا على ديمومة استمرارهما. ينجحان دائما من شد عصب بيئتهما بخطاباتهما الاستفزازية لبعضهما البعض ولا يترددان في شن حروب الغائية ولو كلاميا من خلال خطابات الترهيب من الغير.

تاريخهما حافل بالاغتيالات، والتردد لم يجد طريقه الى قلبيهما في التخلص من كل من يهدد زعامتهما او يدخل فريقا جديدا مضاربا على شعبيتهما ليمتلكا حصرية مواجهة بعضهما البعض.

قيادات عديدة تمت تصفيتهما من الجهتين، الياس الزايك وغيث خوري ولقمان سليم وقيادات الحزب الشيوعي، تكتب عنها مقالات لا تعد ولا تحصر ولكل شخصية اغتيلت روايتها معهما.

في الشكل يتقوقعان في مناطق جغرافية تمثلان الرزمزية التاريخية والجغرافية للصراع بين المشروعين النقيضين الاول يتحص في حصنه المنيع في معراب داخل جبل لبنان والثاني في مربع امني في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. في احداث الطيونة الاخيرة وفي الشكل ايضا نقل جعجع خطوط المواجهة مع حزب الله الى تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت فيما عمد جمهور حزب الله الى تسويق فكرة اجتياح معراب لا يحتاج الا الى بضع ساعات في قراءة جغرافية لمساحة معراب مقارنة مع مساحة يبرود.

في قراءة للاوضاع السياسية المستجدة في لبنان، دخل بعد انطلاق ثورة 17 تشرين عاملا جديدا على المواجهة بين الطرفين هو عامل الثورة، التي تعتبر عدم استقالة جعجع من مجلس النواب دليل على انه جزء من المنظومة الحاكمة جنبا الى جنب مع حزب الله اضافة الى تحميله مسؤولية وصول الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية في حين تتهم الثورة نصرالله بحمايته المافيا بميليشياته.

يعتبر بعض الثوار ان عامل الثورة المستجد على القوات وحزب الله دفعهما للتعاون لضربها من خلال احداث امنية وخطابات ومسلسل الرد والرد المضاد وفتح منابر التلفزيونات لشد العصب الحزبي ومن خلفه عصب الرأي العام، خصوصا ان الثورة بكل اطيافها لا تتقبل الحزبين وسبق ورفعت شعار “كلن يعني كلن” بوجه جميع اركان المنظومة والثورة تعتبرهما جزء من المنظومة ويفترض محاسبتهما.

وانطلاقا من مقولة “اشتدي يا ازمة تنفرجي” نتساءل هل التشنع الدموي الذي حصل هدفه شد عصب القوات في الشارع المسيحي الذي سيؤدي خكما الى شد عصب التيار الوطني الحر حليف الحزب؟ واذا فشل اعادة شد عصب التيار الوطني الحر المتهالك شعبيا، هل تفتح مواجهة حزب الله مع القوات اللبنانية الباب لتسوية ما بعد الانتخابات النيابية شبيهة بالتسوية الرئاسية الماضية حيث تقاطعت مصالح القوات وحزب الله على انتخاب ميشال عون؟