طوى الشعب اللبناني مرحلة الاصطفافات المذهبية والطائفية منذ انطلاق ثورة 17 تشرين بعد ان اقفل حقبة الاقتتال الداخلي بعد اتفاق الطائف قبل ان تعود الفتنة لنطل برأسها بعد احداث الطيونة.
لكن يبدو اننا امام مسلسل ممنهج لاغتيال التعاضد الشعبي، بعض احزاب المنظومة بدأت مسلسل استهاض العصبيات المناطقية والطائفية، وبعض الوزراء على صعيد آخر يمارس سلطته الحكومية مستندا الى سياسة الناطور و”مزراب العين”.
وزير التيار الوطني الحر هيكتور حجار وكشأن اغلبية وزراء تياره يمارسه نتعاته الطائفية من الباب الواسع. اتهامات عديدة بدأت تسمع، من قبل موظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية ضده بأنه ”يتعاطى منذ اليوم الأول لوصوله إلى الوزارة بطائفية مطلقة ويجاهر في ذلك لدرجة إبداء امتعاضه من انتقاده من قبل إعلاميين مسيحيين والدفاع عنه من قبل مسلمين”.
حتى الى الانتقاد والدفاع دخلت طائفيته، ووفق ما يؤكده موظفون في الوزارة، الوزير يصر على إبقاء فريق عمل من أبناء الطائفة المسيحية فقط وإبعاد من هم من طوائف اخرى.
اقل ما يقال بأفعال الوزير وتصرفاته “يا عيب الشوم عهيك قرطة حكام”، نطمح الى لبنان راقي ووطن يجمع ابنائه ولا يفرق بين ملل من هم في مواقع مسؤولية وهم وفي كل مرة يعتلي “علج” منهم موقع مسؤولية نتأكد انهم طبقة تسمم انتهت صلاحيتها وكل ما يتقنوه شد ما تبقى من عصب مسيحي.
التيار لا يصلح لتمثيل اي شيء في الوطن الا المجانين يتلطى بالطائفة المسيحية لزرع الحقد والفاشية والتطرف، وهم لا يمثلون الا انفسهم، نعم التيار الوطني الحر يمثل ما تبقى من “الرجعيين” في وطن يبحث شعبه عن لبنان جديد على صورته ومثاله، نحن دفنا الطائفية والتفرقة ووضعنا حجرا على قبرها وحراس كي لا تنهض بعد ثلاثة ايام بتصرفات عجائبية تطقنها احزاب المنظومة.
خطاب حجار يذكرنا بتصرفات مماثلة لتياره الفاشي من رئيس بلدية الحدث الذي منع بيع وحدات سكنية لطوائف اخرى، الى النائب ماريو عون وتصنيفه الشهير لحرائق الدامور منتقدا انها تندلع فقط في المناطق المسيحية، وصولا الى النائب نقولا الصحناوي الذي ادعى ان رمي القنبلتين الذريتين في نهاية الحرب العالمية الثانية على هيروشيما ونكازاكي كان الهدف منها قتل المسيحيين.
على الشعب اللبناني الاقتصاص من هذه الاصناف والتأكد ان اصواتهم في الانتخابات يفترض ان تكون للعقاب في شكل من الاشكال، لان مخلوقات على اشكال بشرية يفترض الا تصل الى السلطة خوفا على مستقبل البشرية.