أثارت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي ضمن برنامج “برلمان شعب” أزمةً سياسية. لكنّ دعوة قرداحي لانقلاب عسكريّ في لبنان لم تكن هي ما فجّر الأزمة، بعد إعتباره الحوثيين في اليمن “حركة مقاومة” ضدّ ما وصفه “الإعتداء السعودي الإماراتي على اليمن”.

شجع قرداحي على انقلاب عسكري مؤقت لفترة ٥ سنوات في لبنان لاعادة تنظيم الحياة السياسية مقتدياً بالانظمة القمعية في المنطقة.  قرداحي الرجل الصحافي المعروف في لبنان والعالم العربي والمفترض ان يكون خط الدفاع عن الديمقراطية صادق على مسرحية “الانتخابات” السورية حيث حصد بشار الاسد على ٩٤٪ من اصوات شعبه الذي وصفه قرداحي بأنه “يزحف الى السفارة السورية في لبنان للاعادة انتخاب بشار”.

 لكنه شكك في استعمال النظام السوري الاسلحة الكيماوية نافياً صحة أي خبر يتعلق بالموضوع. واصر قرداحي على  ان  “الاسد ليس  مجرم لانه  وضع حرب كونية على دافع عن نفسه و دافع عن مؤسساته”. كما و ذكر في حديثه  ان الاسد ليس الديكتاتور الوحيد الذي يحظى بإعجاب قرداحي. كما ويرى في انقلاب السيسي “ثورة”، و يرى في التطبيع الإماراتي مع اسرائيل ”حكمة“ رغم رفضه التطبيع على المستوى الشخصي. نال قرداحي ثقة البرلمان اللبناني لكن كان للبرلمان الافتراضي ضمن برنامج “برلمان شعب” رأي آخر.

من جهتها سارعت الحكومة لتبرئة نفسها من آراء وزيرها، حيث أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنَّ تصريحات قرداحي مرفوضة في حين اعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية مواقف “مواقف شخصية لا تعكس موقف الحكومة وسياساتها”.

بدوره، أصدر قرداحي بياناً رأى فيه أنَّ الهجوم على تصريحاته حملة تقودها جهات “أصبحت معروفة”، مؤكّداً أنَّه لم يقصد الإساءة للسعوديّة والإمارات. بيان اعتبره السفير اليمني في لبنان عبد الله الدعيس ناقصاً، إذ لم يضمّ اعتذاراً بل تأكيداً على أنَّ تصريحه كان “عن قناعة”.

من ناحيته اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أنَّ “تصريحات قرداحي تعكس قراءة سطحية للأحداث في اليمن”، مطالباً قرداحي بالاعتذار والدولة اللبنانية بتوضيح مواقفها.

ليست المرّة الأولى التي تُغضب تصريحات الوزراء دول الخليج، فقد سبق لوزير الخارجية السابق شربل وهبة أن سبّب أزمةً معها بتحميلها مسؤولية استحضار تنظيم داعش، مما دفعه إلى الاعتذار والاستقالة في ١٩ أيار الفائت.

لا يمكن المرور على سقطات الوزراء مرور الكرام خصوصا انها جميعها من خلفية حزبية واحدة، فإذا كان الوزير وهبة من التيار الوطني الحر، فإن القرداحي مناصر سابق للتيار الوطني الحر وهو اليوم وزير اعلام محسوب على تيار المردة وهذا ما يفسر ذميته المفرطة تجاه بشار الاسد.