يستعين السياسيّون في لبنان بمصطلحات وكلمات وتعابير “غريبة عجيبة” يستخدمونها في تصاريحهم ومؤتمراتهم ومواقفهم مراراً وتكراراً خصوصاً في الآونة الأخيرة، إما هرباً من تسمية الأمور بأسمائها، أو بهدف ارهاب الجماهير الحزبية لشد عصبهم بوجه العدو الوهمي، وربما بهدف اخفاء الأنظار عن حقائق معينة.

مصطلحات يرددها هؤلاء بشكل دائم ولكن هل فعلا يدركون معانيها؟

الطابور الخامس: قبل ظهور طوابير المصارف والمحروقات والخبز، خُلق طابور مجهول المعالم، لكنه يصلح في كل الأزمنة والحقبات في لبنان، إنه الطابور الخامس.

لا أحد يعلم من هم الطوابير الاربعة لتحديد هوية الطابور الخامس ولكن الأكيد العبارة تتكرّر بشكل دائم خصوصاً عند حصول حوادث أمنية متفرقة يتهرب المسؤولون من تحمل تداعياتها، فيحملونها بكل بساطة لهذا الطابور مجهول الهوية.

شبح الفتنة: بعد عجزنا عن تفسير العبارة يمكن توصيفها باللغة العامية على انها “أبو كيس” لبنان. فكما يستعين الاهل بهذه الشخصية لتخويف أطفالهم، يلجأ السياسيون الى هذا الشبح لبث أجواء الخوف في صفوف المواطنين عموماً والمناصرين خصوصاً عندما يشعرون بأن الأطراف الأخرى في البلد بدأت تُصعد في خطاباتها ومواقفها. يلجؤون الى “شبح الفتنة” كتحذير مما قد يطبخ في الضفة المقبلة.

 المقايضة: في وقت يقايض اللبناني ملابسه وأغراضه الشخصية مقابل بعض الطعام والدواء، فإن لمقايضة السياسيين بعداً مختلفاً. مقايضة تشكيل الحكومة مقابل مكاسب رئاسية وحذف عقوبات للبعض، مقايضة الوزارات بحسب الدسامة والتوقيت السياسي للبعض الاخر، ومقايضة ملف تفجير المرفأ بملف الطيونة، ولا تتعجبوا إن قايضوا الانتخابات النيابيّة قريباً باستحقاقات أخرى. بكل صراحة سياسيو لبنان يتبعون عبارة “مرقلي لمرقلك”.

شد العصب: في عالم الطب “شد العصب” طريقة يعبر فيها جسم الانسان عن استجابته لاي تهديد أو خطر معين، فيبقى الجسم متيقظاً ومستعداً للمواجهة. في عالم السياسة في لبنان، شد العصب طريقة يستخدمها السياسي قبل أي استحقاق مقبل. على سبيل المثال مع اقتراب الانتخابات يشد العصب الطائفي في الاحزاب لتحضيرها، لمواجهة الطائفة  الأخرى خلف متاريس الخوف والاختلاف والآخر.

 اللعب على الوتر: غالباً ما تنطق العبارة لاتهام الأخصام بالتجييش والتلاعب بمشاعر وأفكار القواعد الشعبية، ولكنهم بتصاريحهم يلعبون أيضاً على اوتار كل مستمع ويثيرون كل غريزة قديمة لاستنهاض الهمم وشد العصبيات.

 الحرب الاهلية: كم من مرة نسمع العبارة تتردد على مسامعنا، لتذكيرنا بالحرب الاهلية ومآسيها واعادة استحضار المشاهد الى ذاكرتنا، الحرب الاهلية سلاح فتاك في الحروب النفسية بين الاخصام يلجأ اليها كل سياسي مهزوم او مستضعف او خائف على وضعه ، يستحضر تلك المشاهد مستعينا بالشياطين والجن ويقدمها لجمهوره منصبا نفسه حامي الحمى والدرع المتين الذي يقف حاجزا امام عودة تلك المشاهد.

 التخوين والعمالة: انها التهم الحاضرة دائما وابدا والتي تقدم وجبات ساخنة امام كل مشروع اذا ما نجخ يطوي صفحة من لبنان القديم لصالح صفحة اضافية من لبنان الجديد، والاهم في مقاربة العمالة ان العميل نفسه يتهم خصمه بالعمالة، على سبيل المثال العميل الايراني يعير العميل الغربي او الاسرائيلي متناسيا ان للعمالة ةجه واحد وان تعددت اتجاهاتها.

حذار الوقوع في افخاخ عبارات احزاب المنظومة وتهديداتهم، خدعكم لم تعد تنطلي علينا.