حسناً فعل رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم توجيه كلمة الى اللبنانيين بمناسبة انقضاء السنة الخامسة على ولايته.
مهما كان مضمون رسالته، فإن اللبناني في واد، والسلطة السياسية التي دمّرت ابسط مقومات حياته في واد آخر. ما الجديد الذي كنا نتوقعه من الرئيس؟ ام انه لم يجد كلاماً مقنعاً في المناسبة فأحجم عن الكلام وكأن ولايته قد انتهت.

يبدأ العهد العوني سنته الاخيرة في ظل ازمة غير مسبوقة في العلاقات اللبنانية العربية وتحديداً الخليجية، تسبب بها وزير الاعلام جورج قرداحي العوني السابق واتت نقطة الماء الاخيرة التي تسببت ان يفيض الكوب وتنطلق الامور في مسارات التصعيد بينما الحلول محاطة بالتعقيدات، خصوصاً ان احداً لم يقدم المصلحة الوطنية العليا على كل الاعتبارات الاخرى.
الرئيسين عون وميقاتي اتفقا على حتمية استقالة قرداحي، وتحدث ميقاتي الى الاخير باسمه وباسم عون ناصحاً اياه بالاستقالة، الا انه لم يستقل ولا يزال يتعامل مع الموضوع بخفّة سياسية ووطنية، وهو منبهر بما تموج به وسائل التواصل الاجتماعي من مديح وتمجيد وتعظيم لا تصرف في القاموس السياسي اللبناني الا مزيداً من الانهيار الذي يجهز على ما تبقّى من مقومات صمود.