لا يتردد مناصر حزب الله من ترداد التالي: إننا على أبواب حدث تاريخي عظيم، نصر الهي جديد، اسرائيل والسعودية ستزولان قريبا، وسنصلي في مكة المكرمة والقدس الشريف في وقت واحد، وكل أعداء الله الى زوال، العبارات ليست جديدة في قاموسنا اللبناني لكن ان تصدر عن شخص يحمل دكتوراه في الهندسة من جامعة اوروبية عريقة امر يستحق التوقف عنده.
على صعيد آخر، يردد احد مناصري التيار الوطني الحر التالي: “نحن قريبا على أبواب مرحلة جديدة، انتصار كبير وبداية خروج لبنان من النفق المظلم، سيحاكم كل الفاسدين ومن سرق ونهب، ومن ارتكب الجرائم في المرفأ والطيونة وايضا منذ الثمانينات، سيولد لبنان جديد لا مكان فيه للفاسدين والمجرمين، سنعيد كرامة لبنان مع حزب الله وكل الوطنيين الانقياء، ايضا وايضا العبارات ليست جديدة لكنها ويا للعجب تصدر عن طبيب متخصص في الامراض الجرثومية يعتبر نفسه من المسيحيين المتنورين.
من ناحيته، شخص من تيار المردة يردد: سينتصر الخط الوطني، وستأتي جميع الدول الى سوريا لأخذ رضاها بعدما اسقطت كل المؤامرات عليها، وسينتصر محور المقاومة الإسلامية، والبيك سيكون الرئيس المقبل وسيعيد الى لبنان سابق عزّه … والغريب في التصريح انه يصدر عن المحامي الشهير الذي تضج به زغرتا.
من جهته، يعتبر احد مناصري القوات اللبنانية ان القوات جزء من الثورة ويردد “وحدها تحمي الشرقية القوات اللبنانية، ونحن من سيجبر حزب الله على تسليم سلاحه، وان كان حزب الله يخشى احدا في لبنان فهي القوات اللبنانية بقيادة حكيمها الحكيم حامي المسيحيين، والاكثر استغرابا ان القواتي المذكور دكتور جامعي ومحاضر في القوات اللبنانية ومنظر تلفزيوني عن الدولة المدنية ونبذ الطائفية والمذهبية.
تصاريح هؤلاء الجهلة تذكرنا بشهود يهوه، ونظريتهم عن انتهاء العالم التي يجددونها كل عقدين من الزمن حتى يستمر الاستقطاب ولزوم “عدة الشغل”.
لكن في المحصلة نحن أمام حالتين: من جهة هناك عقيدة إيمانية جهادية أصولية مذهبية تتحكم بهؤلاء، ومن جهة أخرى هناك حالة مرضية نفسية جماعية وهذيان جماعي وانفصال خطير عن الواقع، وللاسف الحالتين في تحالف وطني تغذي احداهما الاخرى.
بمقارنة الحالة اللبنانية ببعض الحالات العالمية يمكننا تشبيههما بحالة هتلر في آخر ايامه في ملجأه المحصّن حيث استمر بترداد وعوده الى شعبه بالنصر الساحق على الحلفاء… وللاسف صدقه عدد كبير من الالمان واستشهدوا للهدف السامي.
لكن في النهاية ولدت ألمانيا جديدة عظيمة ليس كما رسمها هتلر، وبطبيعة الحال سيولد لبنان جديد وعظيم لا يشبه قادته الحاليين واحزابهم البالية وقطعا ليس بمقياس عظمة انحطاط قادته.