بعد ان كان لبنان على مر العصور محطة وصل لاشرق بالغرب، وممر الزامي للتواصل الحضاري، وواحة الحرية في صحراء القمع والتوتاليتارية العربية، تقوقعنا في الداخل بسبب خياراتنا الشخصية.

فخخ حزب الله الجسور ونسفها وهي الجسور التي تربط لبنان مع العالم، انقطعت العلاقة مع الخليج، كما انقطعت العلاقة مع اصدقاء لبنان الدوليين، ولم يتبق الا الطريق الفرعي غير المعبد مع ايران مرورا بسوريا، ولكن معضلة هذا الطريق ان قطاع الطرق يرصدونه وقادرون على اغلاقه في كل لحظة.

المشكلة مع من لازلنا نستطيع الوصول اليهم ان بلادهم فقيرة عنوانها “الرطوبة والجوع والفقر” لا يستطيعون مساعدتنا الا بالمواد النفطية وحصرا المازوت، في حين ادويتهم لم تستحصل على تراخيص دولية، وموادهم الغذائية لا قيمة لها والدليل انعكاساتها السلبية على الشعب العراقي.

نعم بتنا في السجن الكبير بعد ان كنا نملأ الفضاء وصولا حتى الفضاء الخارجي، لا تأشيرات دخول الى معظم البلدان، واللبناني الذي يعمل في الخليج يتحضر للعودة الى السجن الكبير بلا مدخول مادي ولا فرص عمل.

“اكتمل العدد ولع” هي العبارة التي سينتظرها لبنان بعد عودة اللبنانيين من الخليج ستعلن انطلاق حقبة الاخلال بالامن وغياب التوازن الاجتماعي، نعم عدنا الى السجن الكبير والغليان الاجتماعي يتفاعل في عنق الزجاجة بينما “الفلينة” مهترئة وقد تنطلق في اي لحظة.