عام ٢٠١٩ قبل الثورة اكلت النار معظم خضار لبنان و اليوم قبل اسبوع من عيد الاستقلال تلتهم النار الاخضر الحي و كانها اصبحت موسماً او فصلاً من سنين السنوات السود. المفارقة فيما يجري ان النار الموسمية همدت غير ان نار الشعب المنتفض انطفأت لكن نار المنظومة لا تزال متواصلة و مستمرة تأكل مؤسسات الدولة و المرافق العامة من دون ان يتمكن احد من اخمادها.

وسط مشهد النار المخيف وخطورة على السكان، وحالات ذعر، وحركة رياح نشطة تعيق اخماد النيران، لا تزال الحرائق مستعرة في العديد من المناطق من الجنوب الى المتن الى الشمال وصولا الى البقاع، ويعمل الجيش اللبناني وعناصر الدفاع المدني على مكافحتها، فيما يتنقل المواطنون بين المناطق للمساهمة في عمليات الاخماد.

إذا كان شكر الدفاع المدني يفرض نفسه على كل اللبنانيين لاستبسال رجاله في تلبية نداءات الاستغاثة التي تنهال عليهم من كل قرية ومنطقة على مساحة لبنان، فيما هو يحتاج الى كل ساعد ومساعدة، فإن السلطة التي تطفىء حرائق الدولة ومؤسساتها بالتصاريح الكاذبة والسجالات العقيمة وبنزين التوتير المذهبي، تستحق كل شتيمة وعقاب لأنها تقود الدولة الى زوال محتم وعن سابق تصور وتصميم.

أكد رئيس بلدية بيت مري أنه تمت السيطرة تقريباً على الحريق ولكن الدفاع المدني لا يزال في حال استنفار والبلدية تعمل على تأمين المياه لان موارد المياه القريبة استهلكت بالكامل.

يذكر أنه تجدد الحريق في بيت مري بعد ظهر أمس بفعل سرعة الرياح والطقس السيّئ، متسبّباً بمحاصرة المنازل. وأطلق الأهالي مناشدات لصهاريج المياه في البلدات المجاورة، ولمراكز الدفاع المدني أيضاً في المنطقة، للتدخّل وتزويد السيارة بالمياه لتتمكّن من استئناف عملها.

من جهته، أكد المدير العام الدفاع المدني العميد ريمون خطار أمس أنّ ”العمل جارٍ بكل الإمكانات المتوفرة في أيدنا وبمؤازرة الجيش ونسعى لتكثيف الجهود لحماية الناس وأرزاقهم، لأنّ رقعة الحريق كبيرة في بيت مري”، وقال: “لا أريد استباق التحقيقات ولكن يبدو أنّ حريق اليوم مفتعل“.

صباح اليوم، بعد ساعات من عمليات اخماد الحرائق المندلعة في منطقة بيت مري، عادت النيران و اشتعلت ليلاً في المنطقة بسبب سرعة الرياح لتقضي على ما تبقى من مساحات خضراء وسط جهود فرق الاطفاء لسيطرة على النيران.