في زحمة الأزمات والإنهيارات المتلاحقة التي تشدّ البلاد نزولاً نزولاً نحو القعر، برز في اليومين الماضيين اسم ”عيون السيمان“ موضوع الساعة ”محلياً“ من خلال الظهورات ”الحزبلاوية“ بالثياب السود المعتادة.

فانتشرت معلومات  على نطاق واسع عن حواجز مسلحة على طريق حدث بعلبك – كفردبيان، أفيد أنها لمسلحين من حزب الله بلباس أسود وبكامل أسلحتهم كانوا نفذوا انتشارًا كثيفًا في جرود عيون السيمان ونصبوا حاجزاً على بعد كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني على الطريق القديم المفرق المؤدي إلى زحلة القادومية حسبما ذكرت “النهار”.

لم يصدر أي بيان عن حزب الله يوضح فيه المعلومات حول انتشار عسكري له في جرود عيون السيمان، لا نفياً ولا تأكيداً ولا طبيعة المهمة. كما لم تنقل وسائل الاعلام المحلية أي معلومات عن مصادر من الحزب أو قريبة منها، حول طبيعة الانتشار. بقيت دلالات الصور محل تكهنات، وهي المرة الاولى التي تخرج فيها صور عن انتشار أمني أو عسكري للحزب، لم يتكفل الحزب نفسه، أو أي مقرب منه، في نشرها.

حزب الله بدوره، كان مصراً على ارسال الرسالة وفق عاملين:
١- ان الحزب المعروف عنه امتلاكه لقدرات أمنية عالية، ومن بينها التخفي، ترك لكاميرات عناصر القوات أو أهالي المنطقة فرصة التقاط صور لعناصره، هذا يعني أنه كشف عناصره، بعد ثلاثة أيام من مناورة صامتة تُحاكي التطورات اللبنانية الاخيرة، من خلال معسكر تدريب  اقامه الحزب لعناصره  وفكّكه السبت، بحسب ما أفادت وكالة الانباء المركزية.
٢- صمت الحزب، يعني أن هناك اتجاهاً لتعميم الصور، والاحجام عن وقف انتشارها. وظف هذا الكشف الذي اضطلع القوات به، عبر اذاعة لبنان الحر، في معرض المعركة المفتوحة مع القوات التي رد جمهورها عليه بنشيد “سلاح الثلج”، وفيه عبارة “عنصرنا قاتل مية”.

في حين ذكر مختار كفردبيان وسيم مهنّا أنّ الصور هي لحفل افتتاح بئر مياه ارتوازي في خراج بلدة حدث- بعلبك، إلا أن ”وكالة الانباء المركزية“ نقلت عن مصادر عليمة أن لا علاقة لافتتاح البئر وهو تحديداً في منطقة طاريا وحضر الحفل في التاسعة صباحاً من نهار السبت، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين هو إبن عمة والدة السيد حسن نصرالله، هو اعتاد تدشين الآبار الإرتوازية. لكن، كل ذلك حصل مع انتشار عسكري مسلح لـحزب الله ونصب حاجز ووضع كاميرات مراقبة ومناورة صامتة أجراها الحزب على مدى ثلاثة أيام في بقعة تطل على جرود عيون السيمان الذي يتبع عقارياً الى كفردبيان، حيث أقام معسكر تدريب لعناصره فككه صباح السبت.