ليست المرة الاولى التي ينقلب حزب الله على الحياة الديمقراطية في لبنان، كل عمل لا يخدم مصالحه يشيطنه، وكل قرار يقلص من نفوذه يحرك ميليشياته للقضاء على من اقره.

بعد نداء المطارنة الموارنة الداعي لخروج الجيش السوري من لبنان، رد امين عام حزب الله حسن نصرالله قائلا: نحن والاكثرية مع بقاء الجيش السوري في لبنان.

بعد تأسيس لقاء قرنة شهوان، الذي ضم نواب معارضون للوجود السوري في لبنان، على اثر نداء المطارنة الموارنة طالب هؤلاء في احد بياناتهم بإرسال الجيش الى الجنوب فرد نصرالله قائلا: لا لإرسال الجيش الى الجنوب، ارسال الجيش الى الجنوب يحمي حدود اسرائيل.

بعد انضمام شخصيات درزية وسنية الى حركة المطارنة الموارنة ولقاء قرنة شهوان فتم تأسيس لقاء البريستول، ولما استشعر السوري بنية رفيق الحريري الانضمام الى اللقاء بغية المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559 اغتيل الحريري فإنطلقت ثورة الارز.

في 8 آذار من العام 2005 جمع نصرالله اتباع السوريين في لبنان حيث القى فيهم خطابا مستذكرا بعض مآثر السوريين قائلا: “بيروت دمرها شارون وحماها حافظ الاسد” متناسيا حروب السوريين في لبنان للسيطرة عليه، ومنها حرب زحلة، الاشرفية، قنات، وغيرها، اراد نصرالله تصوير السوري وكأنه صديق في حين اكثر من نصف الشعب اللبناني يعتبر الاسرائيلي والسوري متساويان في تجريم الشعب اللبناني.

اعترض نصرالله على تأليف محكمة دولية تحدد هوية من اغتال الرئيس الحريري، فعطل البلد بإعتصاماته، ويوم قررت حكومة فؤاد السنيورة فك شبكة اتصالات حزب الله، اتت احداث 7 ايار حيث اقتحم حزب الله المناطق السنية في بيروت وحاول اقتحام المناطق الدرزية لكن الاشتراكيون كانوا لهم في المرصاد.

توقف القتال وتوجهت الاطراف اللبنانية الى الدوحة للتباحث، فأتت نتيجة المباحثات كارثية، انتخب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية مع العلم ان 14 آذار كان تملك اكثرية في مجلس النواب، وادخل الثنائي الشيعي مبدأ الثلث المعطل الى الحكم اللبناني، ومبدأ الديمقراطية التوافقية، والاهم الميثاقية، بعد ان كانت الميثاقية منذ 1943 بين المسلمين والمسيحيين اصبحت بين المذاهب، اصبح منطق التعطيل محصور بيد كل مكون من المكونات اللبنانية.

استمر منطق تعطيل حزب الله لمؤسسات الدولة، تشكيلات امنية وقضائية، انتخابات رئاسية وصولا الى انتزاع قانون انتخابي يعطي الحزب وجماعته الاكثرية في مجلس النواب بعد ان سيطرت قوى 14 آذار على مجلس النواب، حتى منطق تعطيل حزب الله وترهيبه اوصل مجلس نواب لا يملك الاكثرية فيه الى انتخاب حليفه ميشال عون رئيسا.

ولعدم سرد كل التفاصيل والوقائع، بعد انطلاق الثورة اعتبرها نصرالله حراك شعبي، لم يستمع الى مطالبها، لا بل وقف سدا منيعا لحماية المافيا بميليشياته ولم يتردد في ارسال دواعشه للاغارة على المتظاهرين السلميين في وسط بيروت، وبالامس لوقف التحقيق في انفجار المرفأ علق مشاركته في الحكومة حتى يقال القاضي البيطار، وبالامس حكم انصاره صناديق الاقتراع في انتخابات نقابة اطباء الاسنان.

يبقى السؤال الاساسي، لكل من يعتقد ان بإمكانه اعادة قضم ما سيطر عليه حزب الله نقول: واهم، اعادة سيطرة الدولة على مؤسساتها يحتاج معجزة ما، اما تنازل حزب الله طوعا عن ما سيطر عليه، واما “لكشة” امنية يخسر من خلالها حزب الله لصالح الدولة، والسؤال الاهم من قادر ولديه الشجاعة لتنفيذ “اللكشة” الجيش اللبناني ام جهة داخلية؟