من لم يشاهد افلام “ناركوس” على نيتفليكس، فهو عبارة عن حلقات متتالية تشرح يوميات عصابات تهريب المخدرات والجرائم التي ترتكب للسيطرة والتوسع. عندما ينظر اللبناني الى شخصية سياسية حققت كل شيء في حياتها وهي تستمر في القتال لتحقيق المزيد فيسأل نفسه: ماذا بعد؟
في نظرة سريعة الى “ناركوس” لبنان وهنا الوصف ليس بالضرورة الى التهريب والاتجار بالمخدرات نسأل ماذا بإمكان نبيه بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري وجبران باسيل تحقيقه؟ ربما امام باسيل خطوة واحدة ليحقق كل طموحه وهي رئاسة الجمهورية، لكن اين طموح الآخرين؟
واذا اردت ان ترصد وجهة توسع “ناركوس” لبنان فإبحث عن آليات داني خوري وتمعّن كيف فاز بتلك المناقصة ولصالح من ينفذ المشروع. جرافات داني خوري اليوم في مرفأ عدلون او بما سيسمى “ميناء نبيه بري للسياحة والنزهة” وبطبيعة الحال وكما جرت العادة دائما فالتلزيم انطوى على ملابسات كثيرة وشبهات.
صدر عن مجلس شورى الدولة قرار بإبطال قرار وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر تلزيم أشغال إنشاء مرفأ عدلون (السنسول الرئيسي ــ المرحلة الأولى)، للشركة المذكورة لمخالفته الأصول القانونية في عملية التلزيم. إذ ألغى الوزير المعني نتائج المناقصة ورفض السعر الأدنى البالغ 4.88 مليارات ليرة (الذي قدّمته شركة الجنوب للإعمار)، وأصدر قراراً يقضي بتحويل التلزيم من مناقصة عمومية إلى استدراج عروض محصور عبر استدعاء 5 شركات فقط مسماة من قبله، من بينها شركة واحدة فقط شاركت في المناقصة الملغاة هي شركة خوري للمقاولات التي فازت في النهاية! اللافت أن هذه الشركة فازت في استدراج العروض بسعر أعلى مما قدمته في المناقصة الملغاة بمبلغ 2.49 مليار ليرة، وهذا الاخبار ورد في صحيفة الأخبار السبت 17 تشرين الأول 2015.
وبما ان البداية اي الفوز بالتلزيم تشوبه عدة شوائب، فإبحث عن السبب الرئيسي لتلزيم خوري، بداية الاهالي يرفضون تنفيذ المشروع في بلدتهم، ثانيا بحسب المعلومات المستقاة من بلدية عدلون، يستولي المشروع على نحو 164 ألف متر مربع من الشاطئ ويدمّر واحداً من أهم المواقع الأثرية، المتمثّل ببقايا مدينة “مآروبو” الفينيقية… من دون أي دراسة لتقويم الأثر البيئي أو تدخّل جدّي من وزارة الثقافة أو مناقشة للجدوى مع المجتمع المحلي.
مدينة “مآروبو” الفينيقية
المشروع سيجرف ويردم ما يزيد على 164 ألف متر مربع من هذا الشاطئ الفريد، وتحديداً على الموقع التاريخي حيث بنى الفينيقيون مدينتهم التاريخية “مآروبو” ما بين الألف الأول والألف الثاني قبل الميلاد.
واجب الحكومة اللبنانية والوزارات والجهات المعنية العمل على حماية هذا الموقع التاريخي وحماية الشاطئ والعمل على تأهيله ضمن خطة تنموية شاملة تنهض بالبلدة التاريخية. ولكن بدلاً من ذلك، أُعلن مشروع بناء مرفأ بتسعة أحواض، يتسع لـ 400 يخت ومركب، وسنسولي حماية (600 م و240 م)، وهي مقاييس تتجاوز مقاييس مرفأ صور أو مرفأ صيدا حجماً، في بلدة تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة وتعاني مواقعها التاريخية والبيئية إهمالاً مُزمناً.
ويسجل ان “الناركوس” اللبناني يحرك ميليشياته لضبط المعترضين على المشروع، حيث سجل عدة اعتداءات من قبل مناصري حركة امل لكل من يغرد على تويتر ضد المشروع او فايسبوك او غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عادل حايك.
“ناركوس” لبنان يضرب من جديد، وهذه المرة الضربة لصالح “كونرادو” لبنان اي نبيه بري وما ادراك من هو نبيه بري بفتح الباء.