اللبناني بالنار والجحيم يتعمد… تمر ايامه وهو يترقّب ماذا سيحلّ به بعد، وبأي مطرقة سيضرب بعد. مجنون من يتجاهل مصيره الأسود، وواهم من يظنّ أنه بلغ القعر!
المجنون الأكبر من يهلّل ويصفّق لمن عاث فسادا وخبثا واستبدادا… غير مدرك ما وصل إليه، جُردنا جميعا من كل حقوقنا كبشر، وبات الصمود يحتاج لأعجوبة… حتى العيد استقبلناه بخجل، موائدنا تغيرت، اهتماماتنا تحولت، هدايانا اختفت، حياتنا كلها انقلبت رأسا على عقب.
التغيير في منازلنا، لا يشبه ابدا منازل من يتحكّمون بمصيرنا، وبين عيدنا وعيدهم سنوات شمسية وأكثر…
لم يغب عن موائدهم شيء ليلة العيد، لم يضطر هؤلاء الى اختلاق الاكاذيب لابنائهم ليبرروا غياب الهدايا. الحرمان لم يتسلل الى منازلهم حتى انهم ربما لا يعرفون ما تعنيه كلمة استدانة لافراح طفل او صديق او رفيق.
يتمتعون بمشاهدتنا نموت جوعا، وقهرا وذلا… وربما يستمتعون ونحن ننتقل من صيدلية إلى أخرى بحثا عن دواء، على الأرجح امضوا الأعياد في باريس أو لندن أو مكان آخر في أوروبا، غادروا مع عائلاتهم لصرف ما سرقوه من مدخراتنا. نحن غرقنا في العتمة ليلة العيد وهم تحت أضواء الشانزليزيه والصالات الصاخبة.
تذكر أيها اللبناني جيدا ليلة العيد، ولا تنساها يوم الاقتراع، لتكن كل ورقة في صندوق الاقتراع تصويتا عقابيا على كل ما تمر به، ليكن صوتك التفضيلي مسمارا اضافيا في تابوتهم، ولتكن قيامة لبنان من كبوته يوم اعلان نتائج الانتخابات.