ينشغل اللبنانيون بعزوف رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري عن الترشح وتيار المستقبل الى الانتخابات النيابية المقبلة، وحده حصان الثورة الجامح في دائرة بيروت الثانية فؤاد مخزومي سيفتقد للحريري وتياره كما سيفتقد للمنافسة الانتخابية.

المخزومي بدأ نشاطه السياسي والاجتماعي في بيروت في نهاية تسعينيات القرن الماضي، فشل في الوصول الى الندوة البرلمانية عدة مرات بسبب المحادل الانتخابية التي كانت تركب، كما بسبب شعبية تيار المستقبل وجمهوره العريض في الدائرة.

قبل فترة زمنية وخاصة بعد فوزه في الانتخابات النيابية الاخيرة تميز مخزومي بمواقفه الجريئة بوجه حزب الله، كما تميز بأنه جزء من الثورة، لا ملفات فساد تفتح عليه وهو صاحب الايادي البيضاء في المساعدات الانسانية والاجتماعية والثقافية.

بغياب المستقبل وقيادته، وفي نظرة في صلب الخطاب السياسي في البيئة السنية، لن تجد الطائفة السنية شخصية بيروتية ترفض ازدواجية السلاح وتطالب بالتغيير والاقتصاص من الفاسدين والمفسدين الا شخصيتين مع فائق الاحترام للجميع، هما: فؤاد مخزومي وصالح المشنوق.

وبما ان صالح المشنوق عبر مرارا وتكرارا ان لا نية لديه لخوض غمار الانتخابات النيابية، غير ان الحالة الاعتراضية او الحالة التغييرية الثورية في بيروت الثانية، ترى في مخزومي حجر الزاوية في تأليف لائحة تمثل وجدان الطائفة السنية الرافض لهيمنة الثنائي الشيعي والمنادي الاول لصون السيادة وحصرية السلاح.

مخزومي وما لديه من باع طويل في العمل الاجتماعي قادر على نسج تحالفات وتفاهمات انتخابية تحافظ على صوت الطائفة السنية الوطني، وعلى ارتباطها الوثيق بمحيطها العربي، لكن السؤال الاهم، هل فعلا يريد سعد الحريري ان تعود الطائفة السنية الى تموضعها السيادي؟ ام ان الحريري سلم لبنان لمحور المقاومة والكابتاغون؟