انطلق حزب الله بعد اجتياح عام 1982، وتؤكد مصادر عدة ان اول ظهور لمقاتلي الحزب كان في بلدة مغدوشة على اثر انسحاب الجيش الاسرائيلي منها.

دخل حزب الله خلف القوات الاسرائيلية المنسحبة الى كل بلدة ومدينة وكأنه هو من دحرها، تسلل الى كل الشوارع وكأنه المخلص من المحتل، في تلك الحقبة التاريخية عانى ابناء الجنوب من الوجود العسكري الفلسطيني والاسرائيلي، فكان اللبناني يدفع ثمن كل فعل تقدم عليه المنظمات الفلسطينية كما ثمن ردة فعل المغتصب الاسرائيلي.

تمدد الحزب في البيئة الجنوبية الشيعية، وبعد انسحاب الجيش الاسرائيلي عام 2000 ونداء المطارنة الموارنة بضرورة انسحاب الجيش السوري ليستعيد لبنان سيادته، اعاد حزب الله احياء خطته السابقة، لكن هذه المرة في البيئات اللبنانية الاخرى فأطلق “سرايا المقاومة” والتي ضمت افرادا من كل الطوائف غير الشيعية.

عوّل الحزب على هؤلاء الافراد لخرق الطوائف اللبنانية الاخرى، استشهد رفيق الحريري انسحب الجيش السوري وبدأ حزب الله بحصد ما زرعه في المذاهب اللبنانية الاخرى، من خلال ابراز قيادات محلية معارضة سياسيا لمبدأ السيادة الرافضة للسلاح غير الشرعي. فبرز وئام وهاب عند الدروز، وفريد هيكل الخازن عند موارنة كسروان، وعبد الرحيم مراد واسامة سعد وابن كرامة عند السنة، وحاول اسكات كل الاصوات الشيعية المعارضة بالتهويل والوعيد والتهديد والقتل، فإختفى باسم السبع وعقاب صقر ولقمان سليم.

بعد انطلاق الثورة في 17 تشرين اعتمد حزب الله ايضا خطته الناجحة فحاول جمع الثورة ضمن خطه السياسي مستغلا رفع شعار كلن يعني كلن للانقضاض على زعماء الطوائف الاخرى التي تقف ضد سلاحه علما انها دائما كانت تقايض السيادة بالحكم مع حزب الله.

فبرزت مجموعات ابتعدت عن السيادة، رفعت شعار النقاء الثوري للانقضاض على ما تبقى من مجموعات واحزاب سيادية، واهم مولود لحزب الله في هذا المضمار كان شربل نحاس مطلق مجموعة مواطنون ومواطنات في دولة.

بعد عناصر حزب الله العسكرية وسرايا المقاومة العسكرية ايضا والتي استعملها الحزب في غزوه لبيروت في 7 ايار، اتت “ممفد” لتكون الجناح المدني لحزب ديني عقائدي غير سيادي. ومتى سألت اي مناصر او مسؤول في “ممفد” عن مسألة السيادة تكتشف بنفسك ان اجوبتهم لا ترتبط لا بالعقل ولا بالمنطق، هم فقط ضد الاحزاب التي تعادي حزب الله.