هذا من الثنائي يسألنا “اين كنتم”، في النضال مع اسرائيل وذاك آخر يخبرنا ان لبنان ما كان لولاه ..
لهما أقول:
أين كنتم في زمن الاحتلال العثماني؟ لم نسمع عن ثائر بينكم يشبه يوسف بك كرم.. وأين كنتم في زمن التسلط والسخرة والاقطاع؟ لم نسمع عن ثائر بينكم يشبه مطانيوس شاهين.. وأين كنتم في زمن لبنان الكبير؟ لم نسمع عن كياني منكم يشبه البطريرك الياس الحويك. واين كنتم في زمن الانتداب الفرنسي؟ لم نسمع عن ثائر بينكم يشبه سلطان باشا الاطرش؟ واين كنتم في زمن الاستقلال لم نجد بينكم من يشبه رياض الصلح وعدنان الحكيم ومجيد ارسلان..
واين كنتم في زمن الدولة الفلسطينية البديلة؟ الم يكن معظم قادتكم اركانا في “جيش” ياسر عرفات؟ وأين كنتم في زمن الاحتلال السوري؟ الم تكونوا جزءا من النظام السوري ومن ادواته المباشرة في لبنان؟ وفي زمن الاحتلال السوري ايضا اين كنتم؟ لم نسمع بسيادي منكم يشبه البطريرك نصرالله صفير؟ وبعد حرب تموز صار القرار ١٧٠١ حارس العدو الأنجع والاكثر صدقية وفاعلية..
وأخيرا اين انتم الآن من هذا اللبنان الذي تمننون النفس به؟
اين سمعته؟ أين هيبته؟ أين سيادته وحدوده وثقافته وحضارته؟ أين أمواله ومصارفه وخيراته وطبيعته وجامعاته ومدارسه؟ أين مشافيه ومطابعه ومعارضه ومكتباته؟ وفوق كل هذا أين اولاده؟
… نبحث عنه حيث انتم فلا نجد الا ترسانات ومتفجرات وممنوعات وعصابات واغتيالات وتصفيات وتهديدات وقفز فوق القضاء والقوانين والدساتير والأعراف… ولا نجد أكثر من مساحة محجبة منغلقة منعزلة ومسلحة تأخذنا مباشرة الى الفساد والهدر والفتن والحصار والعزل والعقاب، اي مباشرة الى ما يشبه ايران…
اذا كان هذا هو لبنان الذي تتغنون به فهو ليس منا ولا يشبهنا ولا يستحق ما نعترف به سواء طوعا او قسرا..
ان اجركم عظيم لدى ايران فتغنوا به هناك..
انطوني جعجع