شكّلت طهران مسرحاً لتظاهرات غاضبة جديدة، بعد أسبوع من احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني التي اعتقلتها شرطة الأخلاق وأدى قمعها إلى مقتل العشرات.

وأظهرات لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تحققت منها وكالة “فرانس برس”، رجلاً يرتدي زياً عسكرياً يطلق النار على متظاهرين لم يُحدَّد عددهم، في منطقة شهر ري في جنوب العاصمة الإيرانية.

كما أظهرت لقطات أخرى محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق. وسُمع صدى ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يُحدد مصدرها.

وأفادت منظمة “هيومن رايتس إيران” الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في الاحتجاجات. فيما أقرّت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن عدد القتلى بلغ 35.

مواجهات واعتقالات

وذكر ناشطون ووسائل إعلام الجمعة أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات معارضة للحكومة.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الشرطة اعتقلت عدداً غير محدد من الأشخاص، بينهم الناشط ماجد توكلي والصحافي نيلوفر حميدي بحسب ما أفاد مقربون منهما.

وتخلّلت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا الحجارة باتجاهها. وقال مركز حقوق الإنسان في إيران الذي مقره في نيويورك، إن الحكومة ردّت على المتظاهرين ب”الذخيرة الحية والمسدسات والغاز المسيل للدموع، وفق مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها أشخاص ينزفون بغزارة”.

وبين المقاطع المتداولة، يمكن رؤية متظاهرين، يشوهون أو يحرقون صوراً للمرشد علي خامنئي، في تصرفات نادراً ما تحصل في إيران.

مناشدة أممية

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوات الأمن الإيرانية بالإحجام عن استخدام القوة “غير الضرورية أو غير المتناسبة” خلال الاحتجاجات. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس، إن الأمين العام للأمم المتحدة حثّ الجميع أيضاً على ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.

وأضاف “نحن قلقون إزاء التقارير عن مواجهة الاحتجاجات السلمية بالاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى”. وتابع: “نناشد السلطات مجدداً احترام الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي”. وقال إن غوتيريش ناقش قضايا حقوق الإنسان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس/ خلال اجتماع بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وندّدت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة الى تطبيقي “واتساب” و”إنستغرام”.