في الأسبوع الاخير من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، تتزاحم المحطات، مِن جلسة “لا انتخاب” رئيس اليوم الى زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين لبنان لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، مرورا بمغادرة قافلة نازحين سوريين من لبنان الى بلادهم، وصولا الى المحطة الابرز التي ستنقل البلاد من مرحلة الى اخرى، والمتمثلة بمغادرة عون بعبدا بمواكبة برتقالية، طاويا صفحة من التاريخ سيبقى للاجيال والايام المقبلة الحكم عليها… لكن هذه الاستحقاقات كلّها تحصل وسط اجواء ضاغطة وقاتمة سياسيا ومعيشيا واقتصاديا وحتى صحيا، تبشّر كلّها، بمرحلةٍ صعبة يتجه نحوها لبنان واللبنانيون المنهاران. ذلك ان الشغور يزحف الى الكرسي الاول مترافقا على الارجح مع شغورٍ حكومي ستُفاقم خطورتَه سجالاتٌ طائفية و”دستورية” بدأت تباشيرها تظهر منذ الآن.

مصادر مطّلعة اشارت الى ان “رئيس الجمهورية قد يخاطب اللبنانيين تلفزيونيا في قابل الايام وسيعلن في اطلالته، عن سلسلة اجراءات سيتّخذها لحصر صلاحيات حكومة تصريف الاعمال، فهو سيوقّع مرسوم استقالة “معا للانقاذ” وسيؤكد ان لا يحق لحكومة تصريف اعمال ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية. وتزامنا مع هذا التصعيد، سيوعز رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى وزرائه ووزراء العهد في الحكومة، بوقف ممارسة مهامهم في وزاراتهم، في معادلةٍ ستضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موقع حرج”.

لكن الاخير لا يبدو حتى الساعة، مستعدا للتراجع امام شروط باسيل لتشكيل حكومة جديدة وهو يؤكد ان حكومته محصّنة دستوريا وقادرة على ادارة البلاد في فترة الفراغ الرئاسي، حتى انه يستعد للمشاركة في القمة العربية في الجزائر في 31 تشرين الاول. لكن حزب الله والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يواصلان وساطاتهما حكوميا، مع ميرنا الشالوحي والسراي، الا ان حظوظ فشلهما ونجاحهما في مهمتهما، قبل انتهاء عهد عون، متساوية مع ترجيحٍ بسيط لكفة الفشل.

رئاسيا، الوضع ليس افضل حالا الفراغ يزحف نحو بعبدا مع اصرار فريق 8 آذار على تعطيل النصاب. السيناريو السلبي سيتكرر فريق 8 آذار يهرب الى الامام من بالتعطيل، لتغطية عجزه عن الاتفاق على اسم في ظل التنافس بين باسيل وفرنجية، غير ان الاتصالات مستمرة لاقناع التغييريين وتكتل الاعتدال وعدد من المستقلّين، بالانضمام الى مؤيدي النائب ميشال معوض لأنه أثبت انه قادر على فرض امر واقع. اما البديل من هذا الخيار، فسيكون الفراغ الذي يخدم حزب الله وخيار الرئيس الرمادي التسووي او رئيس من بيت 8 آذار.