رغم مظاهر الشعبوية التي رافقت خروج عون من بعبدا فقد اثبت الرجل انه ليس زعيما كما يريد أن يوهم الناس فالزعامة لها مستلزمات اخلاقية وتضحيات تاريخية وتخلي عن الخاص في سبيل العام وهذه ليست من صفاته، اين هذه الزعامة من زعامة كميل شمعون وبشير الجميل وريمون اده وكمال جنبلاط وصائب سلام ورفيق الحريري وغيرهم.
ما يهمني الوضع الاقتصادي الذي وصلنا اليه واريد هنا ان اوضح ان ليس لي اي علاقة او معرفة بحاكم البنك المركزي ولكن من خلال متابعتي لما يجري في لبنان لابد من ايضاح بعض الحقائق حتى لا تضيع الحقيقة والحقوق
لماذا الاصرار على تحميل سلامه كل ما حصل، هو موظف برتبة حاكم البنك المركزي وينفذ القوانين التي تصدر عن الحكومات ومجلس النواب ولم يتصرف الا بطلبات رسمية صادرة عن مراجع.
في السنوات الأخيرة كان سلامه يزور عون اسبوعية يطلعه على كافة الحقائق وكان جواب عون “انا لا يهمني عليك ان تفعل كل شيء حتى نهاية عهدي ولديك موجودات ذهب استعملها” فرفض سلامه ورغم كل الازمات بقيت الاوضاع المالية ممسوكة لحين توقف الدولة عن سداد اليورو بوند التي اكدت سلامة انها متوفرة في حزائن المصرف المركزي.
ذهب العهد وبقي سلامه وما تبقى ليس سوى مهازل سيكملها وديع عقل ورفاقه والمهزلة الكبرى هي اقامة الدعاوى على سلامه في فرنسا التي لن تصل الى مكان ويقوم الآن القضاء الفرنسي بالاستعلام عن خلفية الذين اقاموا الدعوى ضد سلامه وهل هي من منطلق سياسي ام لا.
هذا غيض من فيض ولا بد من الاشارة أن غضب عون بدأ عند استثناء بنك سيدروس من الهندسات المالية بسبب عدم المعلومات الكافية لدى المركزي عن هذا المصرف وبعد ان استفاد سيدروس من الهندسات اصر ميشال عون على طرح التجديد ل رياض سلامه في اجتماع لمجلس الوزراء وفرض طرح التجديد من خارج جدول الاعمال .
في السنوات الاخيرة اصر عون ان يُعلن سلامه ان الليرة بخير ولا خوف عليها لكنه في المقابل رفض طلبات عون بالعمل على الاستمرار في الوضع القائم والطلب الى سلامه استعمال الذهب اذا اقتضت المصلحة في وقف الانهيار حتى نهاية عهده، وهكذا بدأت الحرب العونية من جديد على الحاكم بعد رفضه المساس بالذهب.
ذهب عون واعوانه وبقي سلامه والآن سننتظر نهاية الكيدية التي اودت بالبلاد الى جهنم.
علي آل ناصر الدين