يستسهل البعض إطالة أمد الفراغ. لا مؤشرات جدية على إمكانية تحقيق أي خرق سياسي في المدى المنظور، رغم كثافة التحركات واللقاءات أو الاتصالات، وسعي الكتل النيابية إلى التواصل مع بعضها البعض لتحقيق تقارب والبحث في إمكانية التفاهم. وهو ما يقوم به حزب الله مع حلفائه، وخصوصاً تيار المردة والتيار الوطني الحرّ.
في المقابل هناك وسطيون يبحثون عن تدوير الزوايا والوصول إلى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها. أما الجهة الثالثة، فهم نواب التغيير وبعض النواب المستقلين. وما جذب الاهتمام أكثر إليهم ليس فقط الآمال المعلقة عليهم، إنما الخلافات التي دبت بينهم، وسط محاولات لمعالجتها وإصلاح العلاقة.
تنقسم صورة المشهد إلى قسمين، الأول تمثله القوى السياسية التي تسعى إلى التفاهم فيما بينها لإنتاج تسوية، ولذا. والقسم الثاني يركز على قواعد جديدة للعبة تتجاوز مبدأ التسويات. إلا أن الخلافات التي طرأت بين نواب التغيير أسهمت في إضعاف موقفهم.

هناك من طرح معادلة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة. وهذه المعادلة تنطوي على محاولة لتطويع المعترضين وإحياء نموذج التسويات القديمة.

في هذا السياق، يقول سلام لـ”المدن” إنه لم يكن يريد الرد على كل ما يتم تسريبه بشأنه، إلا أن الأمور لا بد من أن توضع في سياقها. وهنا يؤكد سلام أنه خارج كل هذه الاصطفافات، ولبنان لا يحتاج إلى إعادة العمل بموجب تسويات ثبت فشلها بالنتائج والوقائع. ويشدد على أن ما يحتاجه لبنان هو وضع خطة متكاملة بتضافر القوى السياسية المختلفة، للعمل وفق منطق البرنامج وليس الحسابات السياسية الضيقة أو العلاقات القائمة على المصالح.

التسريبات التي تتناول سلام، سواء بتقديم معادلة فرنجية مقابل سلام أو لقائه بباسيل. الهدف منها واحد، وإن تعددت الجهات المسربة وتضاربت حساباتها، لأن التسريبات تهدف إلى خلق شرخ بين سلام وبيئته أولاً، وثانياً للقول للمجتمع الدولي بأن أي معادلة لإنتاج تسوية جديدة لا بد لها أن تمر وفق القواعد القديمة، حتى وإن كان المراد هو إيصال شخصيات جديدة. ويعتبر سلام أن الأساس يبقى في آلية العمل والبرنامج وليس في الأشخاص. ثالثاً والأهم، تهدف التسريبات إلى زرع الشرخ بين سلام من جهة ونواب التغيير من جهة أخرى، لتصويره بأنه يذهب إلى عقد التسويات السياسية بخلاف ما يريدونه هم. وهذا أمر تنفيه الوقائع والتجربة منذ الانتخابات النيابية التي لم يشارك بها لهذه الأسباب. إذ كان يراد تصويره بأنه محسوب على طرف ضد أطراف أخرى.

منير الربيع