يتهمون اخصامهم بالشعبوية وهم اربابها، متقلبون على كل مواقفهم غير ثابتون، لا افق سياسي لديهم ولا ثابت الا العداء لحزب الله وفيما خلى قابل للمقايضة والبيع والشراء.

في جلسة اللجان النيابية المشتركة اقر اليوم قرضا بقيمة 60 مليون دولار لشبكة صرف صحي في قضاء البترون وهو امر جيد لا بل ممتاز لانه يخفف من تلوث البحر في اكثر المناطق السياحية في لبنان، ومن جملة من وافق على القرض كتلة القوات اللبنانية التي نحييها على قرارها ونرفع لها القبعة.

لكن ممثل القوات اللبنانية في قضاء كسروان قرر ان “يشوط بالعالي ويلم جمهور” فغرد على حسابه على تويتر مطمئنا ناخبيه انه اعترض على التصويت لا بل صوت ضد القرض لان في منطقة غزير وفق مزاعمه محطة للتكرير استملاكاتها منجزة واتهم السلطات بحرمان منطقة كسروان من الانماء عمدا.

في الشكل قام النائب المذكور بدوره مشكورا لكن سعادته تناسى وربما عن سابق تصور وتصميم انه نائب عن المنطقة لدورتين متتاليتين وليس حديث النعمة. ولو ان النائب وصل حديثا الى الندوة البرلمانية لقلنا ان عمله رقابي وهو يجيده، لكننا لم نسمع صوته ولا احتجاجه على عدم استكمال محطة التكرير وتوقف العمل بها خلال دورته النيابية الاولى.

لكن من يعرف النائب عن كثب يدرك جيدا ان صوته خافت بالاساس ولا يسمع، ولو ان صوته يسمع لسمعه اعضاء كتلته اولا قبل اعضاء الكتل الاخرى. ولو ايضا للنائب المذكور صوتا لسمعناه عندما حرمته “الست” من حضور اجتماعات معراب، ولسمعناه يعترض ان تتمثل القوات بنائب غير حزبي في كسروان. على العموم القريب والبعيد يعلم ان النائب المذكور يتمتع بآخر ولاية انتخابية له والمرحلة المقبلة ولو انها تشهد شد حبال بين آل عازار وآل فياض، غير ان القرار النهائي يبقى للحكيم.
ومن الان وحتى صدور القرار على الكسروانيين تحديدا ان يتمتعوا بمسرحيات الشعبوية “والتشويط” العشوائي وكل ما نتمناه ان يحمي الله الجمهور من الكرات الصاروخية الطائرة، وكم كان موقف النائب المذكور اقوى لو انه اقنع كتلة القوات اللبنانية بتبني قرضين واحد للبترون وآخر لكسروان لكن للاسف صوته غير مسموع او ربما مغضوب عليه.