لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم 16 على التوالي. دولة كرتونية فقدت مقومات استمرارها، تراقب شعبها يئن من الازمات غير المحدودة، فتفرض عليه ضريبة اضافية مع كل شروق شمس.

الشعب يلتزم صمتا مريباً، لكنه قد لا يطول بعد مطلع العام مع بدء تلقيه فواتير الكهرباء المليونية ان تأمنت عشر ساعات يوميا، معطوفة على ملايين دولة المولدات الخاصة، وعلى الارتفاع الجنوني في الاسعار بعد اقرار الموازنة ورفع سعر الصرف الرسمي والدولار الجمركي.

دولة كرتونية امنها يرقص على حافة الهوية، سرقات مستشرية، قتل ونهب وتسلل لمجموعات ارهابية كانت لتفتك بما تبقى من ارض وشعب لولا وعي المؤسسة العسكرية آخر قلاع الدولة الحصينة.

دولة لا تريد شريحة واسعة من ساستها انتخاب رئيس يضع البلاد على سكة اصلاح لا يناسب مشاريعه العابرة للحدود، فتستبدله بورقة بيضاء ثم تطيير نصاب يخيمان مجددا على مشهد الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية.

عشية الجلسة اتجهت الأنظار نحو فرنسا، حيث يجري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلسلة لقاءات، وذلك عقب زيارته قطر.

عضو تكتل “لبنان القوي” النّائب أسعد درغام اشار الى أنّ “لا برنامج واضحا لزيارة باسيل إلى فرنسا للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون”، مشيرًا إلى أن “الزيارة قد تحصل قريبًا وهذا أمر طبيعي”. واعتبر في حديث اذاعي أن “الورقة البيضاء حق ديمقراطي وللتعبير عن أن لا أحد لديه القدرة لإيصال رئيس للجمهورية بدون توافق بين الأفرقاء”، وقال “المطلوب إجماع ليكون الرئيس توافقيًا ويواجه التحديات وإلا فالفراغ سيطول”. ورأى أن “اللقاء مع القوات اللبنانية ضرورة للتشاور والتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية”، وقال “نحن منفتحون على أي حوار مع أي كان للوصول إلى انتخاب رئيس”.

تداعيات الفراغ لن تنحصر في بعبدا وساحة النجمة انما ستطال الامن. اكثرمن موقع سيشغر في المجلس العسكري قريبا ان لم يتم انتخاب رئيس لتعيين البديلين. ابرز المواقع تبدأ مع احالة رئيس الاركان امين العرم الى التقاعد في كانون الاول المقبل وبعده في شهري شباط وآذار المقبلين، مفتش عام وزارة الدفاع الوطني العميد ميلاد اسحق والمدير العام للإدارة اللواء الركن مالك شمص. وفي اذار ايضا ينضم الى هؤلاء مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. واذا كان البعض يعمل على اعداد سيناريو خاص بمدير الأمن العام، بحسب ما تفيد المعطيات، فالمعلوم ان اجتماع المجلس العسكري يفتقد  قانونيته ان لم يحضر خمسة من أعضائه، وهو ما سيصبح عليه مع شغور ثلاثة مواقع، ان استمر الفراغ متسيّدا قصر بعبدا حتى موعد احالة اعضائه الثلاثة الى التقاعد.