كل المناخات الداخلية، السياسية منها والاقتصادية والمعيشية، ملبدة وقاتمة وتدفع الى التشاؤم. الانتخابات الرئاسية، بما هي مدخل الى فكفكة العقد الداخلية التي لا تنتهي، بعيدةُ المنال، وجلسةُ الانتخاب السابعة المقررة الخميس المقبل، لن تأتي بأي خرق ايجابي. الكباش الذي انفجر على الغارب بين مكونات فريق 8 آذار من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، سيزيد المشهد الرئاسي سوادا.
مصادر سياسية مطّلعة رأت انه “سيكون امام حزب الله اليوم خياران رئاسيان: الاول، ان يبلغ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خلال زيارة سيقوم بها في الايام القليلة المقبلة وفدٌ من الحزب مكلفا من الامين العام حسن نصرالله الى رئيس التيار، انه لن يتمكن بعد اليوم مسايرته وانه مضطر الى الانتقال الى خندق المصوّتين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية… الثاني، أن يستفيد حزب الله، في انتظار جلاء المشهد الاقليمي والمفاوضات الجارية على الساحة الدولية في شأن لبنان، من الخلاف بين باسيل وفرنجية، ومن انعدام التوافق بينهما، لترك البلاد في الفراغ الرئاسي، مُبقيا على الاقتراع بالورقة البيضاء”.
ورجحت ان “يعتمد التوجّه الثاني أقلّه في المدى المنظور”، واشارت الى ان “لا بد من رصد ايضا الحراك الفرنسي على الخط الرئاسي. فباريس تعتزم تفعيل اتصالاتها مع اللاعبين الاقليميين والدوليين والمحليين ايضا، لاخراج الانتخابات الرئاسية من النفق العالقة فيه. وهي، الى اتصالها الدائم مع السعوديين (وقد بحث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الملف اللبناني في بانكوك)، والاميركيين، ستعمل ايضا على التواصل مع ايران، لاقناع الجميع بأن لا بد من سد الفراغ سريعا، الامر الذي لا يمكن ان يتحقق اذا تمسّك اي من الفريقين الاساسييين المتصارعين في لبنان، أو رعاتهما في الخارج، بمرشّح تحدي…”.