لم تحمل الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية، أي جديد في سيناريو بات سخيفاً لكثرة تكراره.

هي الوجوه نفسها تصرّح قبل الجلسة وبعدها. وتدخل إلى قاعة المجلس لتنتج مزيداً من التعطيل والخواء، بكل ما يعني ذلك من استخفاف بمعاناة الناس وعقولهم.

في مشهد اليوم، شارك 111 نائباً في الانتخاب، فنالت الورقة البيضاء أكثرية 52 صوتاً، وتراجع ميشال معوّض إلى 37 صوتاً، بسبب الغياب كما قيل، فيما نال “لبنان الجديد” 9 أصوات وعصام خليفة أربعة اصوات وزياد بارود صوتين.
“تنويعات” جلسة اليوم تمثلت بتصويت فيصل كرامي لـ”التوافق” كما أعلن، ونال بدري ضاهر صوتاً، و”الثوابت” صوتاً. وانتخب آخر “لولا دي سيلفا” و”لأجل لبنان” وصوت لبشارة أبي يونس. والأخير، رفع مؤخراً صوراً له كمرشح لرئاسة الجمهورية. وقد ترشح كذلك عام 2014، كما ترشح عام 2009 في الانتخابات النيابية عن قضاء جبيل، وهو رئيس “حزب الإنقاذ البيئي”.

بعد قراءة أسماء النواب المتغيبين بعذر، وهم: حليمة قعقور، نديم الجميّل، نعمة افرام، فريد الخازن، زياد حواط وابراهيم كنعان، تُلي كتاب المجلس الدستوري المتعلق بقراره حول نيابة فيصل كرامي وحيدر ناصر.
تليت المواد المتعلقة بانتخاب رئيس، ومع بداية الجلسة طلب النائب أنطوان حبشي الكلام بالنظام، وبدأ يقرأ “باسم تكتل الجمهورية القوية” من ورقة مكتوبة معتبراً أن “البلد مأزوم بعد فراغ موقع رئاسة الجمهورية، وبوجود حكومة تصريف أعمال، فلم يبقَ سوى مجلس النواب”. وتوجه إلى رئيس الجلس نبيه برّي قائلاً: “القصة عندك دولة الرئيس كي تطبق القانون والدستور، خصوصاً أن جزءاً من المعطّلين هم من أقرب المقربين لحضرتك”.

قاطعه برّي قائلاً: “عم تعملي خطاب؟ أنا أحد أكثر الناس حرصاً على انتخاب رئيس. وهذا الكلام لا يُوجه إليّ”. فتابع حبشي “اطلب دولة الرئيس من رؤساء الكتل والنواب أن يبقوا داخل المجلس ونطبق روحية الدستور والقوانين”.

ملحم خلف، كان النائب الثاني الذي طلب الكلام بالنظام، فاقترح إما الغاء تلاوة المادة أو تطبيقها. أجاب برّي إنه سيدرس الموضوع.

وتنص المادة 12 من الدستور أنه “لكل لبناني الحق في تولي الوظائف العامة، لا ميزة لأحد على الآخر إلا من حيث الاستحقاق والجدارة، حسب الشروط التي ينص عليها القانون”.

بعد الدورة الأولى، عدّ النائب آلان عون النواب المتواجدين في القاعة فكانوا 73 نائباً. أعلن برّي فقدان النصاب، وحدد الجلسة التالية في الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس المقبل، في 8 كانون الأول.