ماذا بعد ان قرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلوك درب التصعيد في العلاقة مع حزب الله؟ وهل يمكن ان تؤدي هذه الخطة البرتقالية أهدافها؟ وما هي هذه الاهداف؟!
بحسب ما تقول مصادر سياسية، فإن ما يريده باسيل من التهديد والوعيد الذي خاطب به حليفَه من دون ان يسميه بالاسم، ليس كسرَ التحالف معه، ولا اعلان الطلاق معه، بل غاياته رئاسية بحتة، وقد شكّل موقف الضاحية من جلسة مجلس الوزراء، محطّة في الحرب الباردة بين الجانبين منذ ان قرر الحزب دعمَ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. الا ان هذه “المحطة”، نقلت المواجهة الصامتة بين الطرفين، مِن تحت الطاولة، الى “الضوء”.
ففي نظر باسيل، شكّل ما فعله الحزب “وزاريا” استفزازا قويا له، اذ دل على ان حارة حريك مستعدة لتسيير الامور في البلاد وكأن شيئا لم يكن، الى ان يقتنع رئيس الوطني الحر، بأن حظوظه بالوصول الى بعبدا معدومة، والى ان يرضى، في شكل او في آخر، بأن الكرسي ستؤول هذه المرة الى فرنجية…
امام هذه الاستفزاز، قرر باسيل ان يرد بموقف عالي السقف، غير ان موقفه، لم يكن بحجم “الفاول” الذي ارتكبه الحزب، في حق “الحقوق والميثاقية وموقع رئاسة الجمهورية”. “هدد” رئيس التيار الحزب بالخروج من تحالف مار مخايل، لأن الشراكة الوطنية الفعلية اهم من اي تفاهم، وفق ما اعلن في مؤتمره الصحافي الاخير. غير ان الرجل لم يعلن هذا الخروج.. لماذا؟!
لانه بكل بساطة، لا يزال يترك الباب مفتوحا على احتمال التوصل الى تفاهم رئاسي مع حزب الله. وهو يراهن على ان الاخير لا يمكن ان يسير برئيس، كفرنجية، لا صفة تمثيلية وازنة له في الشارع المسيحي من جهة، ولا يحظى بغطاء قوة سياسية مسيحية وازنة، من جهة ثانية. اليوم، ينظر باسيل ايجابا الى قرار حزب الله عدم الرد على التيار بالنبرة عينها، والى تفضيله احتواء التصعيد مع “البرتقالي”.
جولة الاتصالات ستدور بين الطرفين في المرحلة المقبلة، ومعظمها سيبقى في الكواليس، والجرة لن تنكسر بينهما طالما ان لدى باسيل أملا، ولو كانت نسبته 1%، بأن الحزب يمكن ان يدعمه.. واذا فعل، سينسى تجاوز حليفه للميثاقية ولحقوق المسيحيين وموقع رئيس الجمهورية، في الجلسة الوزارية التي غطاها.
لارا يزبك