منذ ان أعلن النائب جبران باسيل في إن الأزمة الحقيقية ليست بينه ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بل مع “مشغليه” ومن الخطأ الكلام عن فتنة مارونية – سنية، وإذا صدق باسيل في توصيفه فإن “مشغل” ميقاتي ليس سنيا.

ردة الفعل السنية جاءت بتعبئة مذهبية على المستوى الأرفع منذ سنوات عدة، أعقبت الحديث عن حال من “الاحباط السني” لم تكن في محلها على الإطلاق، فان السعي الى توفير الدعم لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعد مغامرة غير محسوبة النتائج. فأيا  كانت الظروف التي قادت الى مبادرته الاخيرة بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في ظروف ملتبسة لا يمكن تفسيرها سوى على قاعدة “انصر أخاك ظالما كان ام مظلوما”.

ما تشهده البلاد يترجم بشكل دقيق لعبة “البليارد” في زمن المونديال. فاتهام باسيل لميقاتي بالاستقواء بـ”الثنائي الشيعي” ليس سرا وقد تم كشفه، ولكنه ارتد عليه أيضا، عندما ذكر ميقاتي منتقديه بالزمن الذي كان يتمتع فيه بمثل هذا الدعم وعدم قدرة احد على مواجهته.

ادى التراشق الى فتح نافذة جانبية سلبية اصابت في الصميم  العلاقة بين التيار وحزب الله. ولما هدأت على جبهة ميقاتي – باسيل اشتعلت مواجهة أخرى  على جبهة ميرنا الشالوحي – الضاحية الجنوبية تحت سقف المراجع الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم المساعي لوضع حد لها والتأكيد على اهمية إبقاء اي حوار بينهما، مهما بلغت ضمن الجدران المقفلة.

على اللبنانيين الاستعداد لمرحلة غير مسبوقة من الفوضى السياسية ما لم تكن هناك بدائل جاهزة للتعويض عن خسائر الطرفين. وهو امر لم ترصده المراجع المعنية بعد، وما زال يلفه غموض قاتل وكبير. إلا ان هناك من يراهن على مبادرة نبيه بري بدعوته الى الحوار من اجل تدارك النتائج المترتبة على أي انقسام حاد، وخصوصا ان الساحة اللبنانية لا تحتمل خضات كبيرة لأنه لن يكون هناك طرف على لائحة المستفيدين منها.

تبدو لعبة “البليارد” الجارية تستنسخ في محطات منها لعبة “الروليت الروسية” التي لا يمكن تحديد من سيكون ضحية الرصاصة الوحيدة التي يمكن ان تفجر رأس أي منهم بطريقة مسبقة وهو ما يترك علامات استفهام كبيرة إزاء ما هو متوقع من أحداث.

طوني جبران