سارع حزب الله الى غسل يديه من حادثة العاقبية. فقد دعا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا إلى عدم إقحام حزب الله في الحادثة التي وقعت في العاقبية بين الأهالي واحدى سيارات اليونيفيل من الكتيبة الايرلندية. وطالب بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق بالحادث، وأشار إلى بعض تفاصيل الحادثة كما نقلها الاهالي كاشفاً ان سيارة واحدة تابعة للقوة الايرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به من قبل اليونيفيل فيما السيارة الثانية سلكت الاوتستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها اي إشكال.

المرة الاولى التي يعلن فيها حزب الله براءته من اعتداء على القوات الدولية. في المرات السابقة تكررت الاعتداءات وكان الحزب يصمت لا يرحب ولا يدين ولا ينبث ببنت شفا. لكن ما دفع الضاحية الى تغيير سلوكها اليوم؟

من جهة الحادثة أدّت الى سقوط قتيل، اي انها كبيرة وخطيرة، ومن جهة ثانية، الاعتداء يأتي غداة تصعيد كان قام به مسؤولو حزب الله واعلامُه بُعيد التجديد للقوات الدولية في الامم المتحدة في ايلول وتوسيع صلاحياتها بعد ان تم ادخال تعديلات الى قرار التجديد.

للتذكير، شن الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، هجمة على المعنيين بالملف في الداخل والخارج بعد صدور القرار في نيويورك. وسأل يزبك “أين المسؤولون عن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة، وبأنه على الأطراف اللبنانيين التسهيل، وعدم الحاجة إلى إذن من الجيش بحركة دورياتها المعلنة وغير المعلنة؟”. واعتبر يزبك أن “هذا نقض للاتفاقيات السابقة، وتطور خطير يحوّل القوات إلى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الإسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة”.

مواقف الحزب التي بشكل او بآخر تؤمّن الغطاء للاهالي للاعتداء على القوات الدولية، بما انها قوات احتلال في نظره، دفعت حارة حريك اليوم الى التنصل سريعا مما جرى في العاقبية، لأن الحزب صحيح يغضّ الطرف عن ممارسات هؤلاء حيال “اليونيفيل”، الا انه أعجز من تحمّل تبعات سقوط قتيل في صفوف القوات الدولية.

على اي حال ما قاله الحزب قد لا يكون كافيا لحماية رأسه من الردود المرتقبة، وعليه تسهيل عملية تسليم المعتدين الى العدالة والسلطات اللبنانية اذا كان يريد فعلا إبعاد نفسه من دائرة الشبهات. فهل يفعل ذلك، ويضع مرّة لكل المرات، حدا لمسلسل الاعتداءات على اليونيفيل بعد ان تبين له ان “مش كل مرة بتسلم الجرّة”؟