في 29 تموز 2022 قال مسلح تابع لولاية الفقيه او السفيه لا فرق “منحرقا لرميش ومنهجّرا بـ 5 دقايق” لمواطن من آل عبدوش كان موجودا في أرضه ويقوم بالتحطيب، وبعد الاعتداء صادروا الحطب، ونقلوه إلى مركزهم الذين يستعملونه كواجهة بيئية لتنفيذ حقدهم على ابناء منطقة رفضوا التعديات الفلسطينية الغريبة على اراضيهم في نهاية ستينات القرن الماضي وعرفوا فيما بعد “بجيش لحد”.

ما يحصل يتم على بصر الجيش اللبناني وتحت انف اليونيفيل وبمخالفة واضحة للقرار الدولي 1701 الذي يمنع السلاح جنوب نهر الليطاني،  ومن يظن ان  لغة السلاح الذي يوجه نحو الأهالي اقوى من هيبة الدولة وجيشها فهو مخطىء واذا صدقت ظنونه فلكل حادث حديث.

حادثة رميش الاولى أتت بعد توقيف المطران موسى الحاج في الناقورة، وكانت المرة الأولى التي يقوم بها الحزبيون باستخدام سلاحهم ضد الأهالي. لماذا يستخدم عملاء السفيه سلاحهم في الداخل؟ هل يشعرون فعلا بفائض القوة ام انهم يريدون حقا ان يختبروا صبر ابناء المنطقة الذين اقتنعوا بطي صفحة الحرب ويعولون على المؤسسات الرسمية لحمايتهم؟ ليل السبت -الأحد تكرر المشهد بين أهالي رميش والحزب، وتطوّر إلى إحراق خيم زراعية، قبل أن يتدخّل الجيش اللبناني ليوقف الاشكال ولكن بطبيعة الحال وفق مفهوم الغالب والمغلوب. اهالي رميش يعترضون على تفرّد الحزب باستخدام أراضيهم لأهداف أمنية وعسكرية، فيما يمنع على أصحابها الوصول إليها وحتى التصرّف بها”.

المشكلة بدأت بعد حرب تموز يوم انشأ حزب الله ما يسمى بجمعية “أخضر بلا حدود”، بهدف التلطي لإنجاز أعمال امنية بالشكل انتقامية بالمضمون”. وعلى مدى السنوات كانت تحصل إشكالات معينة إلا أنها اتخذت هذه المرة طابعا مختلفا.

في الظاهر نجح السفهاء في إقناع القوى الأمنية بأن الجمعية التي تأسست بموجب ترخيص رسمي ولا يحق لأحد التدخل في عملها، لكن الأهالي يدركون أنها لم تستحدث لحماية الأحراج إنما كغطاء لعمليات الحزب ونشاطاته.

يدرك الأهالي كما السلطات الأمنية والسياسية والحزبية أن المعتدين محميون وهم فوق المحاسبة، لكنهم لا يخيفون احدا، ونرفض أن يمسّ أحد بكرامتنا ووجودنا. هنا باقون، وهذه أرضنا، ومخطئ من يعتقد أنّه بإمكانه ترحيلنا لا بخمس دقائق ولا بخمسة عقود وقرون. واذا كان الهدف من ممارسات حزب الله ليس قضم الأراضي إنما استعمالها لأهداف استراتيجية وهذا أخطر، فهم يعيدون تجربة المخيمات الفلسطينية بعد نكبة العام 1967 والتي تحولت إلى نقاط لانطلاق العمليات الفدائية، وهذا ما لم ولن ولا نسمح بتكراره.