لم يعد اعتمادُ جزءٍ كبير من أبناء عكّار على الأدوية اللبنانية المستوردة أقله في الأشهر الأخيرة. فأسعار الأدوية المستوردة أو المُصنّعة محليًا أصبحت فوق قدرة الكثيرين، لاسيما بعد رفع الدعم عن الأدوية.
بعض فقراء المنطقة معاشهم الشهري يعادل ثمن ثلاث علب دواء. فكيف لهؤلاء أن يؤمِّنوا أدويتهم؟ في وقتٍ لا يجد المواطن معظم أدويته متوفرة في مراكز الرعاية الأولية، التي توزع بعض الأدوية بالمجان. وهناك تأخير في تسليمها كما يروي العديد من المرضى.
وعليه، أصبح العديد من أبناء عكّار يعتمدون على الأدوية السورية (تصنيع محلي سوري) وبشكل كبير. يدخل العديد من المواطنين من عكار إلى سوريا باستمرار لاسيما نحو مناطق حمص وطرطوس. ويشترون معهم الكثير من الأدوية. وأغلب أسعارها هناك بين الألفين والأربعة آلاف ليرة سورية، لذلك فإنها تبقى أرخص بكثير من أدوية لبنان. وعلى حدِّ قول أحدهم: “عشرون علبة سورية بسعر علبة بلبنان”.
الجديد أن صيدليات لبنانية في مناطق البقاع وعكار تبيع الأدوية ذات المنشأ السوري لمرضاها. ما يبرر ما انتش قبل أيام عن أنّ أجهزة الأمن في سوريا التي عممت على الصيدليات منع بيع الأدوية بكميات كبيرة، حيث لا يحق للشخص شراء أكثر من علبة دواء واحدة من كل صنف، كما شددت من هذه الإجراءات على المعابر الحدودية الرسمية، التي بدأت تمنع إخراج كميات من الأدوية.
وزارة الصحة والأدوية المعتمدة
مصادر في وزارة الصحة قال: “الوزارة تشدد على المواطنين بعدم اللجوء بأي شكل من الأشكال إلى أدوية غير معتمدة وغير مسجّلة لدى وزارة الصحة، وذلك من أجل حماية سلامتهم وصحتهم بالدرجة الأولى”.
النقابة وسلامة الدواء؟
من جهته نقيب الصيادلة في لبنان، الدكتور جو سلّوم، شدد على أنّ النقابة “ضد بيع وصرف أي أدوية إذا كانت غير مسجّلة في وزارة الصحة. فلكي نتأكّد من نوعية الدواء وجودته يجب أن يكون مسجّلاً في وزارة الصحة وحائز على شهادات بلد المنشأ، وضمن مختبر مرجعي لضمان سلامة الدواء والأمن الصحي”.
الأدوية السورية وآراء المواطنين
عمر هو رجل خمسيني عكاري يقول: “دأبت على شراء الأدوية السورية منذ أكثر من سنة بعدما رفعوا الدعم عن الأدوية اللبنانية؛ وباتت علبة دواء واحدة في لبنان بسعر كيس أدوية في سوريا. ويضيف:” لا أعتقد أن الأدوية السورية تعطي نتيجة الأدوية اللبنانية لاسيما أدوية الصداع والمعدة والقولون. فعندي دواء سعره في لبنان 398 ألف ليرة، أشتري بديله السوري بـ 16 ألف ليرة لبنانية”.