لا يزال جبران باسيل، مصمماً على خوض معركة البحث عن مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية. يخوض معركة شرسة يوماً بعد آخر مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومع قائد الجيش جوزيف عون. وصف الأول بأنه الرئيس المطلوب من قبل المنظومة. بينما وصف الثاني سابقاً بأنه “قائد الانقلاب” الذي مورس ضد عهد الرئيس ميشال عون.
مشكلة باسيل مع فرنجية مفهومة فهو يتخوف من محاولة عزله في حال انتخاب فرنجية والذي ستكون هناك حاضنة أساسية له من قبل القوى السياسية التي تتلاقى معه منذ اتفاق الطائف عام 1990. ويرفض باسيل تغيير موقفه تجاهه رغم كل الضمانات التي تعهد حزب الله بتقديمها، لا سيما أن السيد حسن نصرالله، قال له خلال لقائهما قبل أشهر: “أنا أكون ضمانتك في انتخاب فرنجية”، إلا أن باسيل استمر على رفضه.
أداء قائد الجيش
أما معركة باسيل مع قائد الجيش ففيها الكثير من الغرابة، خصوصاً أن القائد محسوب نظرياً على الرئيس ميشال عون، وثانياً يمكن لباسيل أن يشكل حاضنة سياسية ومسيحية له، إلا أن حسابات باسيل تبدو مختلفة. مشكلة باسيل تتعلق بأداء جوزيف عون، وشخصيته التي تستعيد ثقة الداخل والخارج، كما أنه قادر على أداء دور يشكل من خلاله حيثية داخلية مسيحية، بالاستناد إلى رمزية البزة العسكرية وعلاقته بمؤسس التيار الوطني الحرّ، بالإضافة إلى أدائه الجيد طوال فترة قيادته للجيش.
ترشّح باسيل
من الواضح أن باسيل سيسعى إلى خوض معركة مباشرة ضد قائد الجيش، بالاستناد إلى الهجوم الذي شنّه عليه. ويسعى إلى استهداف بعض نواب تكتله الذين يفضلون الذهاب باتجاه قائد الجيش، لا سيما أن بعض الحسابات تشير إلى أن فرنجية بحال خيضت معركته بجدية، فيمكنه أن يحصل على 5 أصوات من تكتل لبنان القوي وأكثر ربما، بينما جوزيف عون قادر على تحصيل أكثر من 10 أصوات من نواب التكتل.
وعن إمكانية ترشيح نفسه للرئاسة فهناك من يقول إن باسيل لديه حسابات واعتبارات قد تضع لبنان على سكة تسوية، ويمكن من خلالها أن يتسلل هو إلى قوامها، فيفرض نفسه كمرشح ليس بالضرورة كي يصل للرئاسة، بل ربما يكون اللاعب الأوحد في اختيار الرئيس، وقادر على فرض شروطه. فيما يقول آخرون إن الرجل ردد قبل فترة أمام بعض المقربين منه بأن شهر آذار سيشهد متغيرات كثيرة، قد تفرض مساراً رئاسياً مختلفاً يرتبط بترشحه بنفسه للرئاسة.
منير الربيع