يتذكر بعضنا كيف تم حلّ ودمج البنك اللبناني الكندي بعد ان ثبت ان حزب الله يستعمل ذلك المصرف لتبييض امواله او على الاقل لنقلها من الخارج الى الداخل، تدخل يومها حاكم مصرف لبنان وببدعه المصرفية تمت لفلفت الموضوع.

بعد حادثة البنك رصدت الولايات المتحدة الاميركية حركة المصارف اللبنانية وفرضت عقوبات على كل مصرف لبناني يساعد حزب الله، ومع الوقت وازدياد الضغط تحولت العلاقة بين المصارف اللبنانية وحزب الله الى علاقة خصومة وهي نقيض العلاقة مع معظم الاحزاب الاخرى.

تحول حزب الله الى الاقتصاد النقدي، فباتت الضاحية الجنوبية مقصد كل التجار اللبنانيين لان البضاعة التي تباع اقل ثمنا من السوق والسبب ان تجار تلك المنطقة تأتيهم البضاعة من الخارج ودورهم تحويل تلك البضاعة الى دولارات ايا يكن ثمنها. بطريقة مبسطة، يجبي كارتيل حزب الله العالمي الاموال النقدية وهو غير قادر على تحويلها ضمن المصارف، فيشتري بها لاسلع من كل حدب وصوب ويحولها الى عاصمته الاقتصادية الضاحية الجنوبية حيث يحولها هؤلاء الى تحويلات. والامر الخفي على البعض ان حزب الله سيطر ايضا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وبات ومن خلاله يدخل تلك البضاعة بلا دفع الرسوم الجمركية عليها.

بعد ثورة 17 تشرين ومع اهتزاز القطاع المصرفي اعتبر حزب الله انها فرصته للانقضاض كليا على المصارف اللبنانية التي تتبع المنظومة المالية العالمية، ومع انهيارها وتحول الاقتصاد اللبناني الى اقتصاد نقدي لا مصرفي يصبح الشعب اللبناني كليا في ملعب حزب الله الذي يملك الكتلة النقدية الاكبر بسبب تجارته غير الشرعية في دول العالم والتي نتفاجأ يوميا بأخبار اعتقال شبكاته في تلك الدول.