اذا اراد اي حزب او مجموعة سياسية ان تتعلم فن العراضات والاستعراضات الاعلامية فعليها مراقبة حزب الله وماكينته الاعلامية والاعلانية.

ولو شاء القدر ان يكون حزب الله موجود في زمن مسؤول الدعاية النازي جوزيف غوبلز لكان الاخير تعلم منهم كل شيء وطور الدعاية النازية ومن المؤكد ان جيش ستالين كان قد انهار بمجرد تحريك هيتلر اولى دباباته.

منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان تطبيقا للقرار الدولي 425، ويعمد حزب الله الى تضخيم حجمه، يمنن ابناء الجنوب انه لم يهدر دمائهم، واستمرت الدعاية حتى حول هزيمة حرب تموز 2006 الى انتصار. نص القرار الدولي 1701 على انسحاب قوات حزب الله شمالي الليطاني، وزاد عديد قوات اليونيفيل جنوبا ونجحت اسرائيل في فرض كامل شروطها السياسية في الاتفاق ولو انها عسكريا منيت بخسائر في سهل الخيام وغيرها من المناطق.

يحاول جاهدا طمأنة الافرقاء الداخليين بأن سلاحه غير موجه الى الداخل متناسيا ان الراسخ في ذهونهم ان يوم 7 ايار يوما مجيدا، وما لا يمكنهم نسيانه مواجهاته العسكرية مع عرب خلدة ومع دروز شويا الذين اوقفوا له قاذفة صواريخ.

وما لا يمكن لكل المسيحيين التغاضي عنه انتهاكاته المتكررة لاراضيهم في لاسا والغابات وفي معظم بلدات جزين.

بإختصار حزب الله ذئب بلباس حمل داخل حظيرة اقليات خائفة على مصيرها ووجودها وهويتها، والاخطر في الداخل اللبناني ان لكل طرف امتداداته الخارجية ولكل طرف داخلي سلاحه الفردي القادر من خلاله على الدفاع عن نفسه، وترسانة حزب الله الصاروخية في هذا المضمار تعطي قدراته العسكرية افضلية لكنها لا تبدل في موازين القوى.

واستعراضه العسكرية في نهاية الاسبوع يدخل في صلب معركته الدعائية الى الداخل قبل الخارج، وهي تصب تحديدا الى من يعارض وصول مرشحه الرئاسي ويهدد بتعطيل النصاب لا غير.