مفاجأة قضائية سياسية لا يمكن التكهن كيف سيتعاطى معها حزب الله. بعد أشهر من متابعة تفاصيل “حادثة العاقبية”، انتهت التحقيقات، وسُجلت الإفادات، وأعلن القاضي فادي صوان، عن الحقيقة التي توصل إليها القضاء.
خُلاصة قرار التحقيق العسكري الأول أن خمسة عناصر من حزب الله (الموقوف محمد عياد، والفاران من وجه العدالة علي خليفة، علي سلمان، حسين سلمان، ومصطفى سلمان)، متهمون “بتأليف جمعية من الأشرار، وبالقتل عمداً”.
في 14 كانون الأول الماضي، عمدت مجموعة مسلحة إلى إطلاق النار على آلية عسكرية تابعة لقوات اليونيفيل في بلدة العاقبية، ما أدى إلى مقتل أحد جنود الكتيبة الإيرلندية، وإصابة آخرين بجروح.
والتحقيقات التي تولاها صوان أفضت إلى خلاصة: “بعد أن ضلّت الآلية طريقها في بلدة العاقبية، جرى تطويقها بالسيارات من كل الجهات، واعتدت عناصر مسلحة عليها، وخلعوا باب الصندوق، محاولين سرقة معدات العناصر.
حالة الذعر كانت واضحة على عناصر قوات اليونيفيل، ووفقاً للتحقيقات، سُمع صوت أحد العناصر يصرخ قائلاً :”انتهينا”، وفي هذه اللحظة تقصد السائق صدم السيارة المتوقفة أمامه محاولاً الهروب، إلا أن المسلحين أطلقوا النار من خلفهم فأصيب برصاصة في رأسه ففقد السيطرة على الآلية التي انقلبت على جهتها اليمنى.
مضمون التسجيلات أكد أن محاصرة الآلية كان مقصوداً، والاعتداء عليها واضحاً. كاميرات المراقبة أظهرت بعض العناصر المسلحة تصرخ بالقرب من الآلية: “نحن من حزب الله”، ونادوا بعضهم البعض عبر الأجهزة اللاسلكية، ومن ضمن الأسماء التي سُمعت: “علي مسلماني، هادي، عبود، زياد..”. إضافة إلى أن أحد هذه العناصر كان يصرخ على سائق الآلية العسكرية قبل قتله: “يا حمار.. نحن حزب الله”.
اتهم صوان عناصر حزب الله بالقتل العمد لعنصر اليونيفيل. كما أصدر مذكرات بحث وتحر بحق كل الأسماء التي سُمعت على اللاسلكي.