تقترب الحرب على غزة من الدخول في شهرها الرابع، وبات الجيش الاسرائيلي قريباً من احتلال قطاع غزة بالكامل عسكريًا. هذا كله يأتي بعد تهويل ووعود محور الممانعة بقيادة “ايران خامنئي” الذي لا ينسى احد فيلقها المسمى “فيلق القدس” التي هددت فيه ايران اقتحام القدس لتحريرها، بالاضافة الى أذرعها التي زرعتها في خواصر الدول العربية.

كان للبنان حصة من اذرع ايران وهي ميليشيا “حزب الله” بقيادة حسن نصرالله اليوم. في اطلالاته الاخيرة نفى نصرالله ان يكون لايران اي توصية أو أوامر لقيادات الحزب في لبنان، لكن هو من اعترف بكل فخر حينها ان حزب الله تمويل وتسليحه وأكله وشربه جميعهم من ايران. مما يعني تناقض نصرالله هذا واضح فبطبيعة الحال وبحسب المثل الفرنسي “Qui donne ordonne” فهذا التمويل ليس اكرامًا لعيني نصرالله بل هو لتنفيذ اجندات ايرانية في الدول العربية.
حزب الله كما ايران يستخدم القضية الفلسطينية شماعة في خطاباته لابقاء عصب جماهيره حيًا، والتهويل بإنهاء اسرائيل من الوجود صار ابياتًا شعرية باتت تُدوَّن قصصًا للاطفال، أمّا أشهَر وعود نصرالله وهو الصلاة في القدس، فإلى متى يا حسن؟ متى اليوم الذي سيأتي وتوفي بوعدك؟ أليس اليوم هو الوقت الأنسب للاقتحام؟
وفات العديد من اللبنانيين والعرب أن بيئة حزب الله اليوم هي نفسها في الأمس التي هلّلت ونثرت الأرُزّ على مجنزرات الاجتياح الاسرائيلي عند اقتحامه جنوب لبنان عام 1982، لأنهم كانوا يرون بالجيش الاسرائيلي المنقذ الذي سينقذهم من منظمة التحرير الفلسطينية التي ارادت يومًا للاسف ان تأخذ لبنان وطنًا بديلاً، فهل فعلا اليوم يريدون القتال في سبيل تحرير فلسطين؟
على مر 24 عامًا يكدس حزب الله الصواريخ في الجنوب اللبناني الذي حوله مربعًا امنيًا له، حارب في 4 دول اقليمية، واستعراضات عسكرية، كل هذه القوة لنفترض وبحسب قوله أنها كافية لتهديد اسرائيل بمحوها عن الوجود، لا تخوله من تحرير بضعة الكيلومترات من مزارع شبعا و شمال الغجر الذي يقول انها اراض لبنانية؟
وحركة حماس في غزة على شفير الانقراض، في المقابل يزايد نصرالله عليها بتوحيد الساحات. حسنًا ما مفهوم توحيد الساحات لدى جمهور حزب الله؟ الخطابات المؤيدة لفلسطين من خلف الشاشات؟ التجمهر في الساحات والهتاف “لبيك يا نصرالله”؟ أم اعلان العمل العسكري تجاه اسرائيل ودكها بصواريخه التي يخزنها؟
وقد يقول البعض ان منذ اندلاع الحرب في غزة قدم الحزب قرابة 160 شهيدًا وقضى على ابراج كاميرات المراقبة التي نصبها الجيش الاسرائيلي على الحدود، بالاضافة الى اطلاق بعض الصواريخ على المستوطنات. صحيح لكن لهؤلاء، هل ممكن ان يشرح لنا أحد كيف سقطوا الشهداء؟ ما كلفتم العدو بردكم هذا؟
نقول لكم قتلى حزب الله قتلو داخل تحصيناتهم، لم يلتحموا مع الاسرائيلي في اي عملية، الضغط الشعبي الذي احرجكم عند اندلاع الحرب ادى بكم الى رمي بضعة صواريخ كي لا تنكشفوا امام بيئتكم انكم بياعي وعود، وصواريخكم هذه قدمت للجيش الاسرائيلي ذريعة ليقتنص عناصركم بالمسيرات حتى في بيوتهم. انتم من رمى هؤلاء الشباب في النار.
مغامراتكم هذه لم تكن على محمل توحيد الساحات، قلتم انكم تترقبوا التطورات في غزة ليتم الرد بما يلائم، ها هي غزة اليوم تنتهي، اين ردكم الذي له قدر وقيمة؟ اغتالت اسرائيل صالح العاروري في بيروت وقائدكم العسكري وسام طويل في الجنوب، ما كان الرد؟

إذاً سقطت ورقة التين وعرت قادة محور الممانعة وخاصة حزب الله بكشفها كذبهم الذي مر على عقول عدد من المناصرين الا ان كثر كانو يعلمون منذ الثمانينات ان فصيل مسلح “شيعي، فارسي”لن يقاتل يومًا من اجل فلسطين “السنية، العربية”، فبعد 7 اكتوبر 2023 لن يكون كسابقه، سقطت المقاومة من أعين مناصريها.