في ظل حملة التخوين والتهديد التي يشنها حزب الله على النائب سامي الجميّل والتي يخوضها عبر جيشه الالكتروني وأبواقه الإعلامية وصُحُفه الصفراء، مما يدل على ان هذه الحملة ليست عفوية بل قرار متخذ من الرأس المدبر لهذه العصابة، رد رئيس حزب الكتائب اللبنانية بمؤتمر صحفي عقده الامس بعد لقائه عددًا من كوادر حزبه، ردًا أقل ما يوصف أنه رد ناري أصاب في الصميم مشوهًا كافة الاتهامات التي وجهتها الحملة الممنهجة ضده.

بُنيت هذه الحملة استنادًا على حلقة حوارية أجراها رئيس الكتائب ضمن برنامج سياسي على قناة فرنسية، وكان من ضمن الحاضرين صحافية قيل انها تحمل الجنسية الإسرائيلية. لذلك انهالت عليه تهم العمالة والخيانة.

رد الجميّل في الامس كان صائبًا، كبل الخصم المهاجم من كافة نواحي هجومه. وأعرب الجميّل عن ان تهديداتهم بالقتل لن تخيفه ولن ترغمه على تبديل مواقفه أو الانحراف عن مبادئه، ليشير ايضًا الى ان العمالة صفة توجه الى من يتسلح ويتمَوّل من ايران ليس الى من يطالب ببناء دولة وعدم جر لبنان الى حروب أو ربط مصير شعبنا بقضايا شعوب أخرى.

وأضاف إذا كان المطلوب منا ان ندقق بهويات الناس قبل التكلم معهم علينا ان ندقق بهوية الموفد الأميركي “أموس هوكشتاين” الذي فاوض رئيس مجلس النواب نبيه بري في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بحيث ان هوكشتاين يحمل الجنسية الإسرائيلية وسبق ان كان ضابطًا في الجيش الإسرائيلي في التسعينيات.

لكن بعد كلمة الجميل أمس، كان لافتًا بيان الحزب القومي السوري اليوم الذي رد فيه على الجميّل معتبرًا إياه انه في حالة نفسية مزرية لذلك من الطبيعي ان تخرج منه الشتائم، على الرغم من أن الأخير لم يذكر طيل كلمته مرة واحدة الحزب القومي السوري أو أن توجه اليه بالمباشر أو غير المباشر، مما يؤكد ان الحملة على الجميّل هناك من يشغلها.

استهل رئيس الكتائب أمس خطابه الى كوادر حزبه بعبارة “حبيب الشرتوني وقفا صرمايتكن سوا”، وان اعتبر القومي السوري ان هذه العبارة تمس بهم، فهم تبنوا بالمباشر المجرم حبيب الشرتوني الذي اعترف بأنه من نفذ عملية اغتيال الرئيس بشير الجميّل، مما يعني أن هذا الحزب هو وراء الشرتوني وعلى الدولة اللبنانية حل هذا الحزب الذي لا يؤمن بالكيان اللبناني أصلا.

هذا الحزب يتمرد على السلطة القضائية في لبنان التي حكمت باسم الشعب اللبناني بتبرئة الرئيس بشير الجميّل من تهمة العمالة وتجريم حبيب الشرتوني بالقتل والحكم عليه بالإعدام، لذلك تراخي الدولة مع هذه الاستفزازات التي يطلقها مناصرو القومي والتوعد لآل الجميل بأن “لكل خائن حبيب” أي القتل، هو بمثابة تحلل أو خضوع لترهيب الحزب المسلح في لبنان.