إستورد حزب الله منذ أربعة أشهر ويلاتًا جديدة الى لبنان بعد ان أعلن انضمامه الى وحدة الساحات مساندةً لغزة، مما أدى الى استدارة المدفع الإسرائيلي الى جنوب لبنان ايضًا.

قرار الحزب هذا لم يتناقش داخليًا، فلم يكن قرارًا حكوميًا، ولا حتى استفتاءً شعبيًا، فهو غامر بلبنان دون موافقة اللبنانيين عمومًا ولا أهل الجنوب خصوصًا، فهم من يتكبدون الخسائر المادية وهم من يسقطون ضحايا قرارًا غير شرعي.

بعد احتدام القصف الإسرائيلي والذي بات يستهدف أبنية سكنية يختبئ فيها عناصر حزب الله أو يتم استعمال حدائقها لإطلاق الصواريخ، فبات الجنوب برمته بخطر كونه جزيرة امنية يتغلغل بها الحزب ويكدس فيها ترسانته الصاروخية، مما أدى الى نزوح آلاف من الجنوبيين الى الداخل باتجاه المناطق التي حتى الآن مازالت آمنة.

في المقابل وما بات حديث الساعة اليوم، تعلو الصرخات المنادية بأن الجنوب جزء من لبنان ويجب على اللبنانيين كافة التضامن والكف عن السهر وإلغاء الحفلات في الأعياد، اسوةً بأهل الجنوب. وهذه الصرخات ارتقت الى مستوى حملة ممنهجة، ورائها من يدور في فلك حزب الله، مضمونها تعييب اللبنانيين اللذين لا يهتمون بأن الجنوب الذي يتعرض للقصف أنه جزء من لبنان.

كيف تريدون ممن خونتموهم عندما كانوا يقولون ان الجنوب جزءً من لبنان فلا لإنشاء المربعات الأمنية التابعة لسلاح غير الشرعي، ان يتضامنوا معكم اليوم؟

عندما كانوا يقولون ان الجنوب جزء من لبنان ويجب ان يخضع الى القوانين نفسها التي يخضع لها سائر اللبنانيين في كافة المناطق، كان ردكم عليهم بأن لا شأن لكم بالجنوب.

عندما كانوا يطالبون بإرسال الجيش الى الجنوب وزيادة عديد اليونيفيل وتوسع نطاق مهامها، وضبط السلاح غير الشرعي ووقف الحروب العبثية من جنوب لبنان خدمةً لأجندات وقضايا خارجية، كان ردكم عليهم بتصنيفهم بالعملاء.

عندما انتفضت أغلبية الشعب اللبناني في 17 تشرين من العام 2019 للمطالبة بتطبيق القانون بالمساواة ورفض الخصوصيات المناطقية وتحالف المافيا والميليشيا، يتذكر الجميع من هي العناصر التي اعتدت على المنتفضين، فكيف لمن اعتدي عليه من قبل الميليشيا ان يتضامن مع بيئتها؟

أنتم من أراد هؤلاء ليقرر مصيركم وتعلمون جيدًا انهم يعشقون الحروب والموت، فلتتحملوا الوزر بنفسكم، وعلى من اعطيتموه الثقة بأن يعتني بإوائكم وإعادة اعمار منازلكم ولا تتوقعوا ممن حذركم من خياراتكم الخاطئة ان يتضامن وان يعيش كالذي أنتم اخترتموه مصيرًا لعيشكم. فاليوم بعد ان خياراتكم السابقة أقحمتكم في آتون من المصائب التي أنتم اقرفتموها بأياديكم عند كل استحقاق انتخابي لاختيار من يمثلكم ولتقرير مصيركم، لا تتوقعون منهم التضامن.