الأزمة بدأت في خريف ٢٠١٩ وتفاقمت بسبب تقاعس القيادة ووباء فيروس كورونا، فأضحت واحدة من الأسوأ في العالم منذ عام ١٨٥٠.

وفقًا للبنك الدولي لبنان يشهد تضخم مفرط وانخفاض سريع في قيمة العملة الوطنية، والنقص الحاد في الكهرباء والوقود والأدوية وكذلك بعض المواد الغذائية. هذا الانهيار إنعكس على جميع المؤسسات في البلاد، فأصبح ٧٨٪ من السكان تحت خط الفقر، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

امتد الانهيار الى كافة المؤسسات، بدأنا في أزمة مالية نتيجة الفساد وسوء الإدارة  وصلنا الى فقدان كافة مستلزمات الحياة. فقدت الليرة أكثر من ٩٠٪ من قيمتها، الكهرباء نادرا ما تأتي، والمازوت لتشغيل المولدات الخاصة غير متوفر. في الأسبوع الماضي، دقت اليونيسف ناقوس الخطر مرة أخرى، قائلة إن “أكثر من أربعة ملايين شخص  معرضون لخطر نقص حاد في المياه”.

إنقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات ضربة قاضية للقطاع الزراعي خصوصا اذا ما اضفنا ارتفاع أسعار البذور والاسمدة، بكل بساطة الأمن الغذائي للبناني في خطر، ولا احد يهتم.

غالبية محصولنا الغذائي اليوم يتم تأمينه محليا، الطقس ملائم للزراعة، والاهم البذور والاسمدة التي يستعملها المزارع اللبناني حصل عليها مدعومة على سعر صرف 3900 ليرة، المصيبة في فصل الخريف والشتاء، كيف نؤمن غذاء مجتمعنا بعد رفع الدعم؟ من يمكنه شراء كيلو بندورة قد يصل ثمنه على اقل تقدر 35 الف ليرة لبنانية؟

حقارة لا مثيل لها، لا نرى اي مشؤول منشغل بتأمين الحلول، ولا اي مسؤول مسؤول.

أصحاب المطاحن يطالبون برفع الدعم عن بواخر القمح واستبداله بدعم الطحين المخصص للخبز مباشرةً لتوفير الأموال دعماً لربطة الخبر لأطول فترة ممكنة.

بكل بساطة تركنا لمصيرنا، او بوصف ادق تركونا لمصيرنا، ربما لاننا نريد محاسبتهم يريدون قتلنا، ربما لاننا نريد الحياة يختارون قتلنا طوعيا، حتى في السجون عندما تغيب ابسط مستلزمات الحياة يتمرد السجناء، الشعب اللبناني غريب ينتظر ذبحه بصمت، طوعوا الشعب علبوه فاصبح خنوعا خمولا، لكن لسنا جميعا كذلك.

من يريد الموت بصمت الله لا يرحمه، اما الحر الشهم، سيبقى شامخا كأرز لبنان، ولهذا البعض كتب الشاعر ابو قاسم الشابي “اذا الشعب يوما اراد الحياة لا بد ان يستجيب القدر”.

كارن واكيم