غالبا ما يتوقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عند فكرة “سياستنا ثابتة ومبنية على مجموعة قناعات ومبادئ وارتكاز فكري وطني بامتياز منذ البدء لغاية هذه اللحظة”.
قد يعتبر سمير جعجع نفسه ما يريد، لكن من حقنا ايضا ان نسأل عن حكمة الحكيم واستراتيجيته السياسية وثبات المبادئ في اتفاق معراب وخصوصا في البنود السرّية منه.
كيف استطاع وبمقابل ماذا انقلب على خطاب الدولة والشعب والمؤسسات التي سارت على مبادئ و فكر ١٤ آذار؟ بعد التسوية تم القضاء على ثورة الارز التي وللاسف في السنوات القليلة التي سبقت انهيارها كانت جزء من مافيا تحمي ميليشيا.
كلما وضع اتفاق معراب على المشرحة يرد القواتي: “ما كان فينا نكمل بالفراغ” أو “شو سليمان فرنجية كان أحلى”؟. أما الجواب الأسوأ على الإطلاق والذي ينقلونه عن قيادتهم: “شو كان فينا نعمل غير هيك”؟ وكأن التسليم بإنتخاب عون كان قدر الله المحتم وقرار جعجع هو فقط لتنفيذ مشيئة الله.
كان على الحكيم تعليم الاجيال القواتية والثبات حيث يفترض الثبات قائلا لجمهوره: “لا فرنجية ولا عون و إن كان لا بد من وصول أمثالهما إلى رئاسة الجمهورية، فليصلوا غصباً عنّا وليس باتفاق معنا. نحن روح المقاومة اللبنانية والأمناء عليها وليس من واجبنا تأمين غطاء وشرعية لرئيس مدعوم من حزب الله وتشريع قانون انتخابي يؤمن الاكثرية لفريق الممانعة”.
وفي احاديث اعلامية اخرى يؤكد جعجع على ان “نبيه بري قام بعدة محولات لتهدئة الوضع والمحاولات تحتسب في هذه الظروف”. مواقف جعجع تدل على ازدواجية في النظرة الى الامور، متناسيا ان الحزب والحركة توأمان لوجه واحد ولو ان جهة منهما تتبع النجف والاخرى قم. في غزوة عين الرمانة مئات الحركيين هتفوا “بالروح بالدم نفديك يا نبيه”، لكن وكما دائما بصوب جعجع سهامه الى حزب الله ويضع ترسه امام بري.
وبالامس وفي اطلالة صار الوقت ردا على سؤال عن تحييده حركة امل في الاحداث اجاب: “نختلف مع امل بطريقة ادارة الدولة وبعض النقاط السياسية ولكننا نلتقي معها على الاعتراف بلبنان وطنا نهائيا”.
تهيمن على لبنان ميليشيا ايرانية، تستمد شرعيتها من المؤسسات الرسمية، مجلس النواب حيث يتمسك نواب القوات بكراسيهم و يهللون “الاستقالة بالجيبة”، مواجهة حزب الله تبدأ من الاستقالة من مجلس يسيطر عليه الحزب، الاستقالة لتقويم الاعوجاج السياسي في البلد، وفي الخاتمة نصيحة شباب وصبايا القوات هم جزء من المجمتع وبالتالي معرضون كغيرهم لتسلل اليأس والملل الى نفوسهم نتيجة مت نعانيه، كثيرون منهم اصدقاء بات حلمهم هم أيضاً الهجرة الى بلاد الله الواسعة.
كارن واكيم