في السباق المحموم بين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، كان طيف الأخير أكثر حضورًا عبر ابنه، طوني، الذي دخل القاعة واثق الخطو، حريصًا على إخفاء قلقه. جلس محاطًا بالخصوم اللدودين، أسعد درغام، وجيمي جبور وشربل مارون. وهم لم يوفروا الفرصة لتبادل الأحاديث والاطراءات.

وبالقرب من كتلة الوفاء للمقاومة، وقف النائب الياس جرادي للحديث ضاحكًا ومبتسمًا مع النائب حسين الحاج حسن وزملائه، وكأنه يكسر جليد الخصومة.

جلست كتلة “التوافق الوطني” التي يرأسها النائب فيصل كرامي خلف كتلتي حزب الله وحركة أمل، كحصن سني، حيث بدا كرامي واثقًا ليس لأنه عاد إلى البرلمان بل لأنه أصبح رئيس الكتلة السنية الوحيدة في البرلمان.

جلس نواب كتلة القوات اللبنانية وخلفهم، جلس نواب التغيير الذين أصبحوا تيارات مضادة داخل كتلة هشة سقطت في امتحان التماسك بأهم استحقاق دستوري. وبدت الأجواء متوترة بين النواب المنقسمين، إذ تجنبت النائبة حليمة قعقور الحديث مع زملائها. وحده النائب ملحم خلف، حاول أن يجذب الأنظار إليه في مطالعة “عن معاناة الشعب اللبناني”، لكن بري قاطعه بحزم.
انتهت عملية التصويت والفرز بطريقة مماثلة لمشاهد الكوميديا السوداء، من هرج وصراخ واحتجاجات، فغادر برّي من دون الإصغاء إليها.

النائب ميشال المر اول المغادرين. ثم كرّت السبحة مع نواب الثنائي وحلفائهما، الذين توالوا على المغادرة بعد الإدلاء بأصواتهم. وهكذا انتهى التصويت بالدورة الأولى، من دون مواجهة داعمي ترشيح فرنجية لخصومهم.

قرأ كل طرف النتيجة لصالحه. من جهة، رأى داعمو أزعور أنهم حققوا إنجازًا أنتج مرشحًا تفصله ستة أصوات عن النصف زائدًا واحدًا، وبأن مجموع من قالوا “لا” لمرشح الثنائي بلغ 77 صوتًا.

في حين، وجد نواب الثنائي أن نيل فرنجية 51 فاق التوقعات، وسيعزز إصرارهم على فرضه كمرشح قوي.