أنا لبنانية محرومة من أدنى حقوق الانسانية، أخاف من اليوم كما أخاف من الغد.
أخاف من السوري الذي تهجر واستوطن أرضي، وسلب شبابنا عملهم، واندفعت الدول الاجنية الى مساعدته متناسية اللبناني الذي يموت في كل يوم مئة مرّة.
يموت قهراً، فقراً، جوعاً، وقلقاً… يموت اللبناني …
ولا تحاسبني على تلك الفئة التي تتمتع بملاذ المطاعم وتتمايل على الاغاني الهابطة في الملاهي الليليّة، بل أنظر الى ذلك الذي يبكي لانه حرم ابنه من العلم الكتابة والقراءة، أُنظر على الذي يضرب رأسه بالحائط عاجزاً عن تأمين دواء لأهله، خائفاً أن تسوء حالتهم وهو عاجز عن إدخالهم الى المستشفى.
أنا لبنانية، لا أستطيع أن اتعاطف مع الفلسطيني، أليس هو من نبش القبور في قريتي، وكسّر أبواب منازلها؟ أليس هو الذي حرم أبي وأمي من أحلامهم؟ أليس هو الذي حوّل قطعة أرض من بلدي دويلةٍ يتحكم بها؟ لا أستطيع أن اتعاطف معه، أبداً!
وهذا حال الاسرئيلي، الذي إتهم مسيحي، عذبه، شرده … وبالآخر صلبه.
لكي اُهمد النّار التي في داخلي، أطلب من ربّي أن يقدرني على حمل هذا الصليب بقناعة رغم الثقل والعبء.
أنا لبنانية !
جوزيان حداد