شهد الجنوب ليلة أمس تتطورًا يصنف في خانة المجزرة، بحيث توسعت دائرة الأهداف الإسرائيلية أمس للمرة الأولى من الأهداف العسكرية والبنى التحتية لحزب الله، الى الأهداف المدنية.

استهدف الجيش الإسرائيلي بطائرة مسيرة امس سيارة مدنية على طريق عيناثا – عيترون في قضاء بنت جبيل مما اسفر الى استشهاد كل من سميرة عبد الحسين ايوب ( شقيقة الصحافي سمير ايوب ) واحفادها  الاشقاء ريماس محمود شور ( 14 عاما ) تالين محمود شور ( 12 عاما) وليان محمود شور ( 10 اعوام) ووالدتهم هدى ايوب التي اصيبت بجروح مع شقيقها الصحافي سمير ايوب.

هذه النقلة في نوعية الأهداف التي تتناولها إسرائيل بجنوب لبنان تحمل في طياتها فرضيات متنوعة، وتثير الشك في عدة نواحي منها: هل أصبحت احداثيات العدو الإسرائيلي غير مجدية وأصبحت ضحيتها أطفال مدنيين؟ أم ان الجيش الإسرائيلي أراد فعلاً استهداف المدنيين ردًا على خطاب نصرالله الذي تناول فيه معادلة “المدني مقابل المدني”؟ ومن الفرضيات ايضًا ان تكون غاية الإسرائيلي أمس استهداف أحد القادة العسكرية لحزب الله او الفصائل الفلسطينية فكان الخطأ الاستخباراتي ووقت المجزرة.

وهذه الكارثة أتت بتوقيت يلي خطاب نصرالله الذي اطل فيه للمرة الأولى بعد مرور حوالي عام على اندلاع الحرب في غزة، فهل تكون رسالة ارادت إسرائيل مراسلة نصرالله عبرها انها لا تهاب تهديداته وانها مستعدة للحرب في الجبهة الشمالية وفي غزة في انٍ واحد؟

تبقى هذه كلها فرضيات يخول للزمن ان يفك شيفرتها، لكن ما هو معلوم ومؤكد ان هناك فصيل إرهابي مسلح في الجنوب اللبنانية، يجلب الويلات لأهل الجنوب. فهو متحكم في مصيرهم ولا يرتد عن مصادرة حقهم في العيش بأمان دون زجهم وزج مناطقهم في حروب لا صلة لهم بها وهي أصلا لا تمت للقضية اللبنانية بل تخدم مصالح ايران.